الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أين الله ؟

أين الله ؟

سؤال صادم لكن إجابته رائعة، فكل الذين خلقهم الله يرونه حسب قناعاتهم وحسب رؤيتهم ومنظورهم للحياة، الكل يتقرب لله بطريقته وحسب فهمه، ولكن أين الله هل هو فى كنيسة القيامة؟ أم فى  الكعبة فرحًا بعبيده أم فى حلقات الذكر يسمع نداء المؤمنين وهم يؤكدون أن الله حى أم فى همهمات اليهود وهم يطلبون غفرانه.



إنها آلاف الأديان على الأرض الكل يبحث عن الله ويعتقد أنه الوحيد الذى وجده ولكن الله هناك عندما تمسح بيدك على رأس يتيم أو مسكين أو عندما تطعم جائعًا وتمسح دمعة حزين أو عندما تستر إنسانًا أو تفك كربته  أو عندما تكون رؤوفًا أو حنونًا 00

الله معك أيا كانت طائفتك أو دينك! 

هو معك عندما تستوطن الرحمة قلبك، عندما تدمع عيونك لحال إنسان بائس، عندما تشعر بمحنة وتعب غيرك، عندما تحب من قلبك، إذا كنت تريد أن تعرف أين الله فإنه هناك فى قلوب الرحماء الذين ترق قلوبهم لأحوال الناس وتطعم الطير والحيوان وتسقى النبات وترعى الدواب ولا تؤذيها.

الله فى هذه القلوب يحبها وتحبه، أحبوا الله بحبكم لبعض واتركوا الحساب  للآخرة فلا أحد يملك حساب أحد ولا أحد يملك لنفسه أمرا لم يأمر به الله سبحانه وتعالى، واعلموا أنه لو عشتم ألف سنة فإنكم ميتون والميت لا يدفن فى قصر أو حديقة بل يدفن فى قبر من تراب لايرى إلا عمله أكان خيرًا أم شرًا.

تحت التراب هناك من رقدوا من آلاف السنين نومة لم يحن موعد يقظتهم منها وحين يستيقظون سوف يسألون من أيقظنا من مرقدنا هذا وكأنهم ناموا منذ ساعات قليلة، ونحن سندركهم وننام نومتهم فلا يبقى إلا ماعمل الإنسان من أعمال صالحة أو طالحة. 

طال العمر أو قصر فالمصير محتوم، ارحموا بعض ليرحمكم الله وأحبوا بعض ليحبكم الله، وراقبوه  لأنه يراقبكم فى كل مكان، الله فى كل نفس يخرج من صدرك وكل حرف تتفوه به وكل فعل تقوم به.