لماذا نشيخ؟

لا أقصد بهذا السؤال أن أقوم بتوقيف آثار الزمن على الوجوه والأجسام فتلك إحدى سنن الحياة وقواعدها المستقرة ولكننا دائمًا ما نتعجب عندما نجد رجلًا كبيرًا لا تظهر عليه آثار السن ولا نستطيع أن نخمن سنه الحقيقية أو العكس فأحيانًا نجد رجلًا يبدو طاعنًا فى السن و عند سؤاله عن سنه الحقيقية نندهش عندما نجده أصغر كثيرًا مما نتوقع.

وهنا يطفو على السطح تعبير «السنة البيولوجية» أو «السن البيولوجية» وهو نوع من أنواع تقديرات سن الإنسان بناء على حالة جلده و تركيبته العظمية وكفاءة أجهزته الداخلية... إلخ.

أحيانًا تقدر السنة البيولوجية لشخص ما بأنها قد تكون قصيرة لا تتجاوز خمسة أشهر ميلادية وهنا تظهر عليه آثار السن سريعًا فيما تتأخر عند البعض الآخر فتصبح السنة البيولوجية مكافئة لسنتين ونصف من السنوات الميلادية و هنا يبدو الشخص أصغر سنًا كثيرًا عن سنه الحقيقية.

ولبحث أسباب قصر السنة البيولوجية عند البعض وطولها عند البعض الآخر قامت أحد مراكز الأبحاث التابعة لجامعة نورث كارولينا بتجربة على ألف طفل من مواليد منتصف السبعينيات من القرن الماضى وعلى مدار 45 عامًا تتم أخذ القياسات التى يمكن من خلالها تحديد العمر البيولوجى لكل منهم وهنا خلصت التجربة إلى وجود سبعة عوامل إيجابية تساعد على طول تلك السنة و من ثم تأخير مظاهر الكبر وسبعة عوامل أخرى سلبية تؤدى إلى قصر المدة.

العوامل الإيجابية تشمل إدارة وتفريغ الضغوط الحياتية ووجود علاقات شخصية سليمة هذا بالإضافة إلى العوامل الوراثية والتعرض لأشعة الشمس والاعتماد على نظام غذائى متكامل والحصول على قسط كاف من النوم بالإضافة إلى جدول يومى للحركة والنشاط.

أما العوامل السلبية التى تسرع من ظهور أعراض الشيخوخة فيأتى على رأسها الاستسلام الاستسلام للإرهاق العصبى والضغوط وقلة النوم والإكثار من الأكلات غير الصحية وخاصة الأكلات السريعة Fast Food والوحدة والعزلة الاجتماعية و أيضا الكسل و قلة النشاط الحركى وبالطبع التدخين وتناول المشروبات الكحولية وأخيرا الفقر المدقع.

تذكرنى تلك النصائخ بما جاء فى كتاب بعنوان «كيف تعيش مائة عام وتشعر أنك فى العشرين»How to Live to Be 100 Years Old, But Feel Like You>re 20 تأليف جوش إبرت والصادر عام 2007 والذى تدور نصائحه حول تلك النقاط الأربع عشرة أيضًا.