الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (16)

20 سنة إدارة (16)

يعتبر الاستعانة بالخبراء من خارج المؤسسة للمعاونة فى أمر من الأمور الخاصة بالعمل من الإجراءات المعروفة والمستقرة فمن غير الطبيعى أن تحتوى المؤسسة على جميع التخصصات، وحتى وإن كانت كذلك فإن التغير الكبير فى المجالات المختلفة يدفعها إلى هذا الأمر أحيانًا من أجل مواكبة الجديد فى كل مجال وذلك لسرعة الإنجاز.



وعليه فإن التعاقد مع هؤلاء الخبراء والذى قد يكون لمدة محددة - مدة مشروع - أو بصفة دائمة - خبير دائم- تعتبر من إحدى الآليات التى تتمتع بها المؤسسات المرنة ويكون دور هذا الخبير هو تنفيذ العمل المطلوب وكذا أيضا نقل الخبرات إلى فريق العمل المستديم.

والأمر على بساطته إلا أنه يحتوى على العديد من النقاط المهمة والمحورية، يأتى على رأسها آلية وأسلوب الاستعانة بهؤلاء الخبراء بداية من وضع معايير مناسبة للاختيار وأسلوب مناسب للعمل يضمن تحقيق كل الأهداف قصيرة الأجل-تنفيذ المهمة- وطويلة الأجل-نقل الخبرات-على حد سواء.

يكون تقييم عمل هؤلاء الخبراء من الأمور المهمة والحاكمة لجودة المخرجات وأيضا أسلوب التعامل المادى مع الخبير وهنا أتذكر نقاشًا دار بينى وبين رئيس إحدى المؤسسات البحثية الأوروبية سألته فيه عن أسلوب التعامل مع الخبراء خاصة عندما لا تكون جودة المخرج المقدم منهم على المستوى المطلوب وهو سؤال جعل محدثى يندهش كثيرا قبل أن يشير إلى ان هذا لا يحدث تقريبا نظرًا لأن معايير الاختيار الأولى فى غاية الدقة والصرامة حيث لا يكون التركيز على استقدام الأسماء الكبيرة فقط بل يكون المعيار الرئيسى هو سابقة الخبرة ومدى الفهم والاستيعاب للموضوع محل الدراسة.

أما بخصوص نقل الخبرات فإن الأمر لا يترك للصدفة حيث تقوم إدارة الموارد البشرية بالنص على الاسلوب بصورة مفصلة ودقيقة وتكتب صراحة فى عقد الاستعانة بهذا الخبير مع وضع أسلوب مناسب لمشاركته فى الأعمال قبل أن يشارك فى تنفيذ الأعمال الأولى بمشاركة كبيرة وينتهى الأمر بإشرافه على الأعمال الأخيرة إشرافًا بسيطًا تاركًا أغلب العمل إلى الفريق الداخلى بالمؤسسة وعليه فإن المؤسسة تضمن بذلك أنه قد تم بناء فريق داخلى يمتلك أغلب الخبرات الموجودة لدى ذلك الخبير.

وفى الحقيقة فإنه وبدون تلك الخطوات فإننا نتعرض إلى مواقف يقضى فيها الخبير مددًا طويلة داخل المؤسسة و لا يقدم فيها أعمالا ذات قيمة ولا يتم فيها نقل أى خبرة لفريق العمل على الإطلاق.

كما أن بعضًا من هؤلاء الخبراء يستغل انضمامه إلى مؤسسة مهمة لكى يستخدم هذا الأمر للتسويق لنفسه وفتح مجالات عمل فى مؤسسات أخرى أو يقوم باستغلال موارد المؤسسة من أجل القيام بأعمال أخرى خارجية أو أن يقوم بأداء أعمال جيدة بمفرده بدون اطلاع فريق العمل على كيفية اتمامها من أجل استمراره فى المؤسسة.

وفى الحقيقة أن تلك العلاقة لكى تكون مفيدة للجميع Win-Win Relationship فإن كل تلك الأمور يجب أن تكون واضحة فى التعاقد الأول بلا أى تساهل أو إحراج.