الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
20 سنة إدارة (18)

20 سنة إدارة (18)

يحدث كثيرًا أن يأتى رئيسًا جديدًا لمؤسسة أو شركة فيبدأ فى محاولة لاكتشاف الماضى والمقصود هنا ماضى تلك الشركة وما قامت به من أعمال وأسلوب الإدارة ونوعيات العاملين بها فلا يجد معلومات كافية مما يدفعه إلى البدء من جديد فى وضع خطط واستراتيجيات للعمل وأيضًا التعامل مع الموظفين وتجربة كل منهم فى أعمال جديدة وذلك من أجل إعادة تقييمهم والتعرف على العناصر الفاعلة والعناصر غير ذلك وهو أمر قد يستغرق سنوات كثيرة ويعتمد بالدرجة الأولى على مدى مهارة وخبرة هذا القائد وأيضًا على دورية تنفيذ الأعمال بها.



فالأعمال التى لا تحدث بدورية مناسبة قد تستغرق سنوات عدة حتى يحدث احتكاك بينه وبين القائمين على الأمر حتى يتمكن من تقييمهم والتعرف عليهم وأحيانًا قد يغادر تلك المؤسسة قبل أن يتمكن من أداء تلك المهمة على أكمل وجه وهو ما يعطى هؤلاء المرءوسين الفرصة للبدء مع الرئيس الجديد مقدمين أنفسهم على أنهم خبراء فى هذا الأمر أو ذاك ويقومون بالاستدلال على ذلك بطول مدة بقائهم فى مناصبهم.

ومهما كانت الأوراق والمستندات موجودة فإن محاولات تحليلها وصولًا إلى المعرفة المناسبة التى تتيح للقائد اتخاذ قرارات فعالة إلا أن هذا الأمر قد يستغرق ممدًا زمنية كبيرة وقد يؤثر على صورة الشركة ومدى القدرة على تقييم هذا القائد وما أحدثه من إنجازات خلال فترة توليه، وهنا تبرز مرة أخرى أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للوصول إلى نتائج دقيقة وسريعة، يأتى هذا من خلال ثقافة المؤسسة واعتيادها على أنظمة لإدارة العمل داخلها مثل تلك التى يطلق عليها «نظم إدارة المؤسسة» Enterprise Resource Managment وهى عبارة عن أنظمة فنية تتيح الاطلاع على الاستراتيجيات والخطط السابقة وتقييمها وكذا أيضًا تقييم أداء العاملين بها Employee Evaluation  وكذا أيضًا مراقبة أوجه الإنفاق وما تشمله من مرتبات وحوافز وعقود شراء وصيانة لموارد المؤسسة.

ولأن المعلومات هى القوة Information Is Power فإن تلك الأنظمة يتم اعتمادها للعمل فى جميع المؤسسات التى تريد أن تتعلم سريعًا من الماضى ونجاحاته وإخفاقات مع المقارنة بالمؤسسات التى تكون فيها المعلومة غائبة ويكون التقييم واتخاذ القرارات قائمًا على الانطباعات البشرية فقط.

رأيت هذا كثيرًا فى كلا النوعين من أنواع تلك المؤسسات وكيف أن اعتماد نظام إلكترونى للإدارة يختصر الكثير من الوقت والجهد ويجعلها مؤسسة رشيقة مرنة قابلة للتطوير أسرع كثيرًا عن مثيلاتها التى تعتمد على التقارير الورقية والانطباعات الشخصية وأحاديث النميمة والتصورات غير المدروسة.