السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوكيل الافتراضى

الوكيل الافتراضى

الأفاتار Avatar المستخدم فى تقنية الميتافيرس الجديدة ليس مجرد مجسم للشخص صاحب الحساب بشكله وطوله الحقيقيين فقط كما اعتقدنا فى بادئ الأمر وهو الاعتقاد الذى جعلنا نعتبر الأفاتار هو تجسيد لمستخدم الميتافيرس مثلما كانت صورة الحساب الشخصى Profile Picture هى تمثيل لمستخدم تطبيق الفيسبوك حاليًا.



يبدو الأمر أكثر تعقيدًا فالأفاتار سيتم إعداده من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى ستتيح له أن يعبر عن صاحبه تعبيرًا على مستوى الشكل والمضمون أيضًا.

فى هذا التعبير عن المضمون سيتمكن الأفاتار من التفاعل داخل الميتافيرس بطريقة أوتوماتيكية تتيح له أن يتحدث بنفس أسلوبك ويكون له نفس الميول والتفضيلات والآراء فى الموضوعات المختلفة بداية من المعتقدات الدينية وصولًا إلى الفريق المفضل فى كرة القدم.

هذا الإعداد على مستوى المضمون سيسمح للمستخدم بأن يترك الأفاتار الخاص به يقوم ببعض الأنشطة بينما يكون صاحبها منخرطًا فى أنشطة أخرى أو حتى نائمًا وعند الاستيقاظ أو الانتهاء من النشاط الحالى سيتمكن المستخدم من التواصل مع الأفاتار الخاص به ليقوم بسرد ملخص لما حضره من اجتماعات أو ما قام به من جولات افتراضية أو ما قرره فى تلك الاجتماعات أو ما قام به من قرارات مرتبطة بشراء بعض المنتجات أيضًا.

يبدو الأمر عجيبًا وربما خياليًا ولكن وربما للأسف فإن هذا هو مستقبل شبكات التواصل الاجتماعى وكما أشرنا من قبل فإنه فى حالة وفاة المستخدم ربما تكون وصيته أن يبقى الأفاتار الخاص به للتواصل مع الأصدقاء ومع الأهل وهو ما قد يصيب صدمة الموت ورهبته فى مقتل.

أما بالنسبة لما قد يقوم به من أنشطة وما يصدر عنه من قرارات فإنها أمور ستحتاج إلى العديد من التشريعات والقوانين والقواعد التنظيمية لبيان مدى مسئولية الشخص الحقيقى عما يقوم به هذا المجسم فى العالم الافتراضى، فعلى سبيل المثال، ما هو الموقف فى حالة قيام الأفاتار بأى فعل مخالف للقوانين أو منافٍ للآداب والآداب العامة وما مدى مسئولية الشخص الطبيعى عن هذه الأفعال، ما حدود هذه المسئولية أيضا فى حالة قيام الأفاتار بأى عمل إبداعى كالرسم أو التأليف الأدبى أو الموسيقى وما الموقف إذا أصيب هذا الأفاتار بالجنون لأى سبب من الأسباب والتى ربما يكون بعضها مرتبطًا باختراق سيبرانى حدث للبرنامج المنظم له.

هل ستتغول الآلة إلى هذا الحد بالفعل وهل يمكن لنا مد الخط على استقامته وتصور مستقبل تسيطر عليه الآلة بالكلية ويكون الإنسان مجرد عبد أو أسير لرغباتها وتصرفاتها... سنرى.