الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
20 سنة إدارة (20)

20 سنة إدارة (20)

هذا هو المقال الختامى لسلسلة مقالات 20 سنة إدارة والتى حاولت فيها أن أقدم بعضًا مما رأيته ورصدته على مدار الفترة السابقة وليس معنى هذا أن أتوقف عن الحديث حول الإدارة ولكننى رأيت أنه من الأفضل أن أتوقف الآن عند هذا الحد وأتحدث عن مستقبل الإدارة فى هذا المقال الختامى.



أسلوب أداء الأعمال فى العصور السابقة هو الذى فرض أنماطًا معينة من الإدارة نستطيع بسهولة أن نلمس الفرق بين ما يجب وما يصح فى العصر الزراعى وما يجب وما يصح فى العصر الصناعى وما يجب وما يصح فى عصر المعلومات.

ولأن عصر المعلومات يمكن النظر إليه على أنه مجموعة من الفصول المتعاقبة والتى يعتمد كل منها على التقنيات الحديثة المتاحة فإن العصر المقبل والذى بدأت ملامحه فى التشكيل والوضوح أثناء أزمة وباء كورونا الأخيرة ما بعدها واختتم هذا التشكيل بالانطلاق نحو العوالم الافتراضية الكاملة فإن مستقبل الإدارة بالطبع سيختلف كثيرًا.

العالم الافتراضى الجديد والذى يحلو للبعض تسميته بعصر الميتافيرس سيفرض أنماطًا جديدة طبقًا لنوع الأعمال والتكوينات الإدارية والمؤسسية المقبلة.

فى المستقبل القريب سنجد مؤسسات وشركات افتراضية بالكامل فلا يوجد مقر للشركة ولا يوجد موظفون مستدامون, كما أن مجالات العمل ستتغير بصورة ديناميكية تبعًا للمتغيرات الكثيرة فى الأعمال ومتطلبات السوق.

ولن يقتصر الأمر على الشركات والمؤسسات بل ستتجه الحكومات أيضًا إلى الانخراط فى هذا العالم الجديد لتحقيق أهدافها ويأتى على رأسها خدمة المواطن وزيادة تفاعله واتصاله مع حكومته.

سيتغير أيضًا شكل التعليم والتعلم وأساليبه فستظهر المدارس الافتراضية والجامعات والمعاهد الافتراضية التى ستمنح خريجيها شهادات افتراضية أيضًا وهى أمور ستجبر جهات الإقرار فى الدول المختلفة إلى الاعتراف بهذا النمط وبخريجيه ولو بعد حين.

أساليب التوظيف وحركة التجارة الإلكترونية ستختلف على مستوى الدول والأفراد وستتغير أساليب التدفقات المالية والمعاملات البنكية تبعًا لذلك كما سيتم الاعتراف بالعملات الافتراضية وستتغير أساليب الرقابة الضريبية وأساليب حماية المستهلك وهى أمور ستحتاج إلى تشريعات جديدة كما ستحتاج إلى تعاون بين جميع دول العالم والمزيد من الاتفاقيات الملزمة لها لكى يحدث نوع من التواؤم العالمى لتسهيل تلك الممارسات وضمان سلامتها وحصول كل طرف على حقه كاملًا كما تضمن أن يقوم بواجباته على أكمل وجه أيضًا.

وبغض النظر عن الفترة الزمنية التقديرية لكى نصل إلى هذا الشكل الافتراضى الجديد ونعتمده كأسلوب حياة فإننا يجب أن نكون مستعدين لهذا المقبل الجديد، استعدادًا يشمل كل الأطراف ولا يستثنى أحدًا، كما يجب أن ننظر بعين الشفقة لكل جهة تتحجر وتصمم على التمسك بالأنماط القديمة رافضة للتطور وللتغيير.