الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
2 جرام ستر

2 جرام ستر

فى عام 2008 صدرت الرواية الأولى للإعلامى المتميز عصام عبدالتواب يوسف بعنوان «ربع جرام» وهى مأخوذة عن قصة حقيقية بطلها «صلاح» ومجموعة من الأصدقاء الذين ضربتهم موجة تعاطى وإدمان المخدرات وخاصة مخدر الهيروين فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى والتى تنتهى رحلة بعضهم بالوفاة نتيجة جرعة زائدة وينتهى الأمر ببعضهم ومنهم بطل الرواية بالتعافى من الإدمان بعد الدخول لإحدى المصحات المخصصة لذلك.



مازلت أتذكر تلك الفترة وكيف أثرت فى الكثير من الشباب فكان من المعتاد أن نسمع كل عدة أيام بوفاة أحد الشباب نتيجة جرعة مخدر زائدة وهو الأمر الذى أدى إلى تعديل بعض بنود قانون العقوبات عام 1989 فيما يخص التصنيع والحيازة والاتجار والتعاطى وذلك بتشديد تلك العقوبات عما كانت عليه من قبل فى عام 1960.

أتذكر فى تلك الفترة كيف أن بعض تجار المخدرات كان يتم ضبطه والقبض عليه وتوقيع العقوبات الجديدة المشددة عليه حتى وإن كان الحرز لا يزيد على 2 جرام فقط.

فى تلك الفترة كنا نتعجب وأيضا ربما كان تاجر المخدرات نفسه يتعجب كيف يتم القبض عليه و معاقبته على هذا القدر اليسير من المخدر المضبوط وهنا وجدنا من يلفت أنظارنا إلى أن تلك هى العقوبة الإلهية أن يتم ضبطه بتلك الكمية المحدودة رغم أنه قد قام من قبل بتهريب وبيع أطنان من المخدر وأن ما حدث كان ببساطة لأن الله قد أمهله عدة مرات للتوبة والامتناع عن هذا الجرم إلا أنه كان مصرا على الاستمرار ونتيجة لذلك فإن العقوبة الإلهية تكون على مجمل ما قام به وليس على الواقعة محل الضبط فقط.

أمر مشابه نراه فى حوادث وقضايا الرشوة والتى أحيانا تكون المبالغ المضبوطة قليلة جدا لا تستدعى أن يفقد المرتشى شرفه وتتلوث سمعته وسمعة أسرته جراء الحصول على هذا المبلغ الصغير وهنا نتذكر أنه من المؤكد أن تلك الواقعة ليست الأولى فربما يتم القبض عليه لحصوله على مبلغ لا يتعدى عشرة آلاف جنيه إلا أن حقيقة الأمر توضح أن هذا المبلغ لم يكن الأول وأن إجمالى ما تحصل عليه من هذا الطريق غير المشروع ربما يصل إلى ملايين الجنيهات.

هنا نعود إلى الحكمة الإلهية وإلى السر وراء هذا الفضح وهو ببساطة أن الله قد رفع عنه «الستر» فتم فضحه وتم الإيقاع به.