الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«شيماء» والبحث عن الترند

«شيماء» والبحث عن الترند

مع تحول السوشيال ميديا إلى واقع افتراضى وحقيقى أيضًا، نعيشه ونتعايش معه، نعرف منه أخبار فلان وعلان، وهل تزوج أم طلّق، هل يعيش مبسوط أم يمر بمرحلة اكتئاب شتوى مزمن، هل يخرج ويلف العالم أم يعيش متقوقعًا حبيس أحزانه وماضيه، برز مصطلح «ترند» وأصبح الغالبية العظمى تفكر فى كيف تكون هى الشخص الرائج الأكثر شيوعاً على منصات التواصل الاجتماعى باختلاف مسمياتها (فيسبوك – تويتر – انستجرام – يوتيوب)، ويشير مصطلح الترند أو «رائج» بشكل عام إلى بعض الموضوعات الساخنة أو الجديدة أو الواقعية، التى يهتم بها الجمهور أو يتحدثون عنها أو يشاركونها مع بعضهم البعض. 



ولم يكن يعلم صاحب أغنية «شيماء» والذى يدعى يوسف سوستة أنه سيتحول إلى ترند بين يوم وليلة، وأن يصبح حديث الصباح والمساء على المنصات المختلفة، لينال شهرة واسعة عند الكبار والصغار، ربما أكثر من شهرة نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية أو توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي، ولكن بالطبع ليس بشهرة ويليس كارير مخترع التكييف لأن كثيرين لا يعرفون من هو مخترع هذا الجهاز العبقرى الذى يرحمهم من نار الجو فى فصل الصيف بهوائه البارد الجميل المنعش.

جاء يوسف سوستة وأغنيته التى يبحث فيها عن «بطة» أطلق عليها شيماء، ليقضى على آمال وأحلام الكثير من الشباب الذى يعمل بجد واجتهاد ويقدم مساهمات حقيقية ومحترمة وذات قيمة تستدعى إلقاء الضوء، سواء الإعلاميا أو التواصل الاجتماعي، عليها لتبرز وتتبلور وتصبح ترند يتحدث عنه الأخرون ليس باعتباره فرقعة تأخذ وقتها وتختفى مثل فقاعات الهواء ولكن باعتبارها إضافة حقيقية تفيد المجتمع.

شباب كثيرون، أعرفهم أو لا أعرفهم، أصابهم الإحباط والغيرة واليأس بعد تصدر هذا «السوستة» الترند بأغنيته التى ليس لها معنى ولا طعم ولا لون، وآخرون ممن تعليمهم «على قدهم» فكروا فى أن يتصدروا الترند بنفس الطريقة والأسلوب من خلال محاكاة أغنية «شيماء» فهناك من طرح أغنياء بأسماء مثل أسماء ولمياء وعلياء، الأهم هو أن يكون أخر الاسم ألف وهمزة، وهناك من  فكر فى تقليد الفيديو كليب الأغنية؛ إذ تداول عدد من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى صورًا تظهر قيام شابين  بمدينة السنبلاوين محافظة الدقهلية بوضع سريرًا بمنتصف الشارع، أمام إحدى المدارس الحكومية، الأمر الذى أثار استغراب وسخرية البعض، لكن محاولات هؤلاء فى التقليد التام بكل حذافيره دون تجديد أو ابتكار وضعهم فى ورطة بعد أن تم القبض عليهما.

هناك مئات الآلاف من المبدعين والموهوبين والمبتكرين والمخترعين بشكل حقيقى يبحثون عن فرصة، مجرد فرصة واحدة، تسلط الضوء على إبداعاتهم ومواهبهم، وتسمح لهم بعرض أفكارهم وابتكاراتهم، يحتاجون إلى من يقدمهم للجمهور لكى يسمعهم ويؤمن بما يقدمونه من محتوى هادف وإضافات مفيدة، هؤلاء هم من يستحقون تركيز الاهتمام عليهم ليصبحوا «ترند هادف» فى زمن تحولت فيه الترندات إلى أكذوبة تصدرها لنا مواقع التواصل الاجتماعى لنصدقها ونقع فى فخها دون تمييز أو تفكير.