الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تكنوفوبيا...تكنوفيليا

تكنوفوبيا...تكنوفيليا

يخاف الإنسان من أمور وأشياء عدة وتختلف نوعية الخوف ودرجته من فرد لآخر، هذا أمر طبيعى ونلمسه يوميًا بصورة ملحوظة من خلال ما نرصده من مظاهر وتشمل القلق والتوتر والتعرق واحمرار الوجه وزيادة ضربات القلب وغيرها من الأعراض وهو ما يطلق عليه كلمة فوبيا Phonia وهى كلمة قد تستخدم بمفردها للتعبير عن حالة خوف عامة أو قد تقترن بنوع أو أكثر من المخاوف مثل الأكروفوبيا Acrophobia أى الخوف من المرتفعات.



أشهر تلك المخاوف هو الخوف من الموت أو المرض أو الارتفاعات أو الخوف من الحيوانات المفترسة أو الخوف من الحشرات كما تشمل أيضا المخاوف الاجتماعية-الرهاب الاجتماعى-مثل الخوف من مواجهة الناس أو التحدث إلى العامة Public Speaking أو الخوف من الأماكن المغلقة أو المفتوحة.

ولا يتوقف الأمر على تلك المخاوف الطبيعية والمفهومة بل قد يتخطاه إلى أنواع من المخاوف الغريبة وربما المضحكة مثل الخوف من الدجاج أو السحب أو الخوف من الأسماء أو الأرقام أو ألوان محددة مثل اللون الأصفر وبعد ظهور التكنولوجيا وزيادة الاعتماد عليها ظهر أحد المخاوف وهو الخوف من البقاء بدون التليفون المحمول.

من الأمور الجديرة بالملاحظة هو ارتفاع نسب المخاوف فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عنها فى بقية أنحاء العالم فعلى سبيل المثال نجد أن الرهاب الاجتماعى يمثل نحو 7% من إجمالى عدد السكان فى العالم الغربى مقارنة بنسب بين نصف إلى 2.5% فى باقى دول العالم.

أما الخوف من التكنولوجيا TechnoPhobia  فبالرغم من أن بداياته ظهرت مع دخول العالم فى العصر الصناعى إلا أنه قد تزايد الحديث عنه مع وصول عصر المعلومات وأدواته لتكون متاحة للجميع منذ الربع الأخير من القرن الماضى وحتى الآن وتعريفه ببساطة هو الخوف والقلق والتوتر من استخدام التكنولوجيا وأجهزتها الحديثة بداية من التليفزيون مرورًا بالحواسب الشخصية والهواتف الذكية وشبكات المعلومات وتطبيقاتها المتعددة.

ومع وجود هذا النوع من الرهاب نجد على النقيض ما قد يمكن أن يطلق عليه الولع بالتكنولوجيا –تكنوفيليا-Technophilia وهو الحماس الشديد والمحموم لكل ما هو جديد فى عالم التكنولوجيا وأدواتها وتطبيقاتها المتنوعة وهو الحماس الذى تتخذه الشركات العالمية المنتجة لتلك التكنولوجيات كوسيلة لترويج منتجاتها لضحاياهم ممن لا يستطيعون التخلص من هذا الداء. أما عن سبل التعافى فهى كثيرة ومتعددة تبدأ بالعلاج الشخصى Self Help كما قد يحتاج الأمر إلى استشارة طبيب نفسى أو المشاركة فى جلسات علاج جماعية وفيها تتم البداية بالإقناع والتدريج فى استخدام تلك التقنيات أو تعريض المريض لجرعات كبيرة جدًا منها فى وقت قصير ليصيبه بصدمة يستطيع بعدها تقبل الاستخدام الرشيد لتلك التقنيات وهى كلها آليات علاج الخوف من أغلب الأمور السابق الإشارة إليها فى صدر المقال.