الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد عدوية وأزمة المهرجانات 1-2

أحمد عدوية وأزمة المهرجانات 1-2

فى عام 1972 أى قبل 50 عاما من اليوم انطلقت شهرة المطرب الشعبى أحمد عدوية، والتى بدأت من خلال الأفراح والحفلات اليومية فى الملاهى الليلية وكان ما يقدمه هو نوع جديد من الفن الشعبى المعروف والمستقر من خلال كلمات جديدة صدمت المجتمع الراقى آنذاك.



ففى نفس تلك السنوات التى شدا فيها العندليب الأسمر أغانى بديعة مثل «موعود» و«رسالة من تحت الماء» استمع الجمهور إلى أغانى من قبيل «السح ادح امبو» و«سلامتها أم حسن»، بالطبع حاولت النقابة والإذاعة مواجهة تلك الموجة الجديدة ولكن ظهور سوق الكاسيت فى نفس الفترة تقريبا ساهم فى انتشار تلك الأغانى بالإضافة إلى الاستعانة بعدوية فى العديد من الأفلام السينمائية.

أمر مشابه-والقياس مع الفارق-يحدث حاليا مع موجة أغانى المهرجانات التى ظهرت وانتشرت كانتشار النار فى الهشيم، ساعدها على ذلك تطور وسائل الاتصال بظهور وتغلغل شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى المختلفة بصورة غير مسبوقة أدت إلى أن تصل أغنية تافهة إلى مئات الملايين وتحصل على اكبر عدد من المشاهدات فى وقت وجيز.

تحليل ظاهرة المهرجانات لا بد من أن يتعرض لتلك الأغانى ولباقى الظرف الراهب، فتلك الأغانى تمتاز بايقاع راقص لا يمكن مقاومته كما أن كلماتها غريبة وجيدية وهو ما يحتاجه الجمهور الآن.

الجمهور أصبح ملولا ونتيجة للتغيرات الكبرى التى يتعرض لها كل لحظة أصبح أكثر تشوقا لأى نوع من أنواع المخدرات للوصول إلى حالة نشوة أو قل حالة حروب من واقعة الذى لا يرضى عنه لأسباب عدة.

وفى الواقع فإن ظاهرة الأغانى الغريبة، وما تحمله من كلمات أغرب ليست ظاهرة محلية فحسب بل نستطيع القول بإنها ظاهرة عالمية نتيجة تغير ذوق الجمهور فى كل مكان وتظهر بشدة سراعات الاجيال فى تذوق كل انواع الفنون و منها بالطبع الأغانى والموسيقى.

تكمن الاشكالية الرئيسية هذه المرة فى السوق وتحكم رأس المال بصورة متوحشة جعلت المنتجين لا ينظرون إلى القيمة الا إذا كانت مالية ولا يوجد لديهم أى استعداد للمجازفة بتقديم فن يرتقى بالإحساس والذوق العام بل أصبح شعار «الجمهور عايز كده» هو سيد الموقف.

الفرق بين عام 1972 وعام 2022 ببساطة أنه عند ظهور أحمد عدوية كانت الساحة تعج بالعظماء أمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وفايزة أحمد ووردة الجزائرية ونجاه الصغيرة ومحمد قنديل كما أن الفن الشعبى كان منحصرا فى محمد العزبى ومحمد رشدى ومحمد طه وغيرهم وهنا كان ظهور أحمد عدوية وبعده كتكوت الأمير مجرد نقاط صغيرة فى الثوب الأبيض اما المشكلة الحالية فتكمن فى توارى الفنانين مقدمى الفن الراقى أمثال على الحجار ومحمد الحلو ومنير وغيرهم فنحن لا نشعر بوجودهم على الإطلاق ولا نجد لهم أعمال جديدة على الاطلاق مما جعلنا ننظر فنجد الثوب الأبيض قد تحول إلى اللون الأسود الداكن جراء كائنات المهرجانات العجيبة وصولا إلى الوزة شيماء.

غدا نكمل