الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خدعة تكنولوجية

خدعة تكنولوجية

مر أغلبنا إن لم يكن جميعنا بمواقف محرجة كأن تكون وسط مجموعة من الأشخاص يتحدثون حديثًا مملًا ولا تعرف كيف تحملهم على التوقف والاستمرار ربما بسبب الإحراج والخجل أو لعدم القدرة على إيجاد مبرر لا يصيبهم بصدمة تجعلهم يعتبرونك شخصًا سخيفًا.



بعد أن انتشر الهاتف المحمول فى كل مكان كان بوسع البعض إرسال رسالة نصية لشخص آخر مطالبينه بأن يقوم بالاتصال بعد خمس دقائق مثلًا وبهذا تجد حجة مقبولة للانصراف وترك هؤلاء الأشخاص أو تقوم بالعبث بنغمات الهاتف المحمول ثم تمسك به سريعًا وتضعه على أذنك كأنك قد تلقيت مكالمة مهمة وتقوم بالانصراف على أثرها.

فوجئت بوجود خاصية مشابهة فى أحد تطبيقات الهواتف الذكية التى يستخدمها أغلبنا، تطبيق شهير يسمح لك بمعرفة اسم الطالب حتى لو لم يكن مسجلًا فى قائمة الاتصال الخاصة بك.

 Ghost Call هو اسم تلك الخاصية أى «اتصال الشبح» والتى تتيح لك اختيار اسم من ترغب أن يظهر كمتصل والفترة الزمنية المطلوبة للحصول على هذا الاتصال الوهمى (فى الحال أو بعد 10 ثوانى أو بعد دقيقة أو خمس دقائق أو نصف ساعة) وبعد ضبط تلك الخاصية سترتفع نغمة الاتصال بهاتفك المحمول مع ظهور اسم الشخص المتصل الذى قمت بتحديده مسبقًا وبهذه الطريقة تستطيع الهروب من هذا الجمع المزعج الذى كنت جالسًا معه.

المشكلة الرئيسية أن هذه الخاصية تساعد على استمرار الكذب والزيف وتساعد ذوى الشخصيات الضعيفة غير القادرين على المواجهة للاستمرار فى تلك الحالة المزرية بالرغم من أن الحل بسيط جدًا وهو أن تتحلى بقدر من الصراحة والشجاعة لمواجهة هذا الموقف البسيط حيث تستطيع بكلمات حقيقية لطيفة إظهار عدم اهتمامك بما يقولون أو الاعتذار عن الاستمرار لوجود أمر ما حقيقى فى مكان آخر.

المشكلة أن هذا ليس هو التطبيق الوحيد الذى يساعد على الكذب, فشبكة الإنترنت تعج بآلاف التطبيقات المخادعة والتى تساعد صاحبها على خداع نفسه قبل خداع الآخرين وكأن هذه الشبكة العملاقة لا تكف الشركات الموجودة بها عن مساعدة المستخدمين من خلال حيل تافهة وكاذبة تكرس لعصر يمتلئ بالزيف ويقلص مساحات الصدق والإنسانية.