الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حدود التفاهة 2-2

حدود التفاهة 2-2

تفاهة التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعى تكشف الكثير عن شخصية المرسل وسنه وثقافته وتوجهاته وأطماعه أيضا كما تكشف الكثيرعن شخصية المتفاعلين من يشعرون بخواء فكرى ونفسى كبيرين يدفعهم إلى الانخراط فى تلك المناقشات التافهة لأيام وأسابيع وربما لسنوات بلا أدنى فائدة أو طائل.



وهنا يتساءل بعض العقلاء الذين مازالون يحتفظون بجزء من العقلانية والحكمة عن كيفية الخروج من حالة التفاهة تلك والاتجاه إلى ما هو مفيد وفى الحقيقة أن الانصراف التام عن التفاهة ربما يكون غير ممكن وغير صحى أيضا ولكن المفتاح للخروج من تلك الأزمة هو الإبقاء على قدر معقول-بسيط-من تلك التفاهات واستبدال القدر الأكبر من الاهتمام و الوقت بأشياء نافعة ومفيدة.

القضية المرتبطة برحلة الانتقال هى مسئولية جماعية لأطراف عدة يأتى على رأسها الاعلام التقليدى وأذرعه الرقمية الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعى بكثرة فخلال الأسبوع الماضى ناقشنى أحد الأصدقاء ممتعضًا من استضافة أحد مطربى المهرجانات الجدد فى إحدى القنوات الفضائية الشهيرة متحدثا عن إنجازه التافه حيث أشار صديقى هذا الى انه كان يتعين على تلك القناة استضافة أحد الخبراء لتبسيط الأمور الأخرى الأكثر أهمية والمرتبطة بجموع الشعب كتفسير قانون جديد وتبسيط بنوده للناس حتى لا يقوم البعض عن قصد باستغلال عدم المعرفة والفهم فى إثارة الرأى العام وإحداث حالة من القلق والبلبلة لا وجود لها على أرض الواقع.

دور الإعلام يتكامل مع دور المدرسة و دور الأسرة وأماكن العبادة فى إظهار مدى قبح تلك التفاهة و الاتجاه نحو مناقشة قضايا مصيرية تهم الجميع والأهم من ذلك أيضا الارتقاء بالذوق العام وطريقة التفكير والتفاعل فى الحياة بإيجابية وفاعلية بعيدًا عن الانخراط المحموم فى تلك التفاهات مثلما هو الحال الآن.

ربما تحتاج حملات إيقاظ الوعى ايضا الى استخدام بعض من الشخصيات المهمة والمحبوبة لتوصيل رسائل إيجابية بعيدًا عن الانخراط فى الهزل والإسفاف، أتذكر كيف أن حكمة مباشرة أو غير مباشرة فى أى من الأعمال الدرامية تترك اثرًا كبيرًا فى نفوس الجميع فما بال أن يتم ذلك باسلوب منظم وممنهج.

لست ايضا من دعاة اليأس من الإصلاح الذين يعتقدون فى سطوة و سيطرة الوضع الحالى واستحالة تغييره فهذا الوضع بالرغم من توغله بشدة إلا أنه يذكرنى ببيت العنكبوت ذلك البيت كبير الحجم الواهن بشدة.