السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مين حضرتك ؟

مين حضرتك ؟

اتخذ الهوس بالمشاهير والشخصيات العامة بعدًا جديدًا بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة وشبكاتها المتعددة، فى الماضى كان من الممكن أيضا وبمحض الصدفة أن تقابل شخصية شهيرة فى أحد الأماكن العامة أو فى شوارع المدينة فتقترب من الشخصية وتسلم عليها وينتهى الأمر، كان من الصعب أن تكون حائزًا على كاميرا لتوثيق الحدث، أما الآن فإن الهواتف الذكية تحتوى على عدة كاميرات أتاحت التصوير مع الشخصية الشهيرة عدة لقطات فى ثوان بسيطة سواء من خلال سؤال شخص آخر ليقوم بالتصوير أو التصوير الذاتى «سيلفى» وما هى إلا ثوان معدودة أخرى  نجد تلك الصورة متاحة على شبكات التواصل الاجتماعى لتصل إلى مئات أو الوف الأشخاص.



هذا الهوس بالتصوير دفع أحد الأشخاص يومًا ما للتصوير مع نعش الفنان الكبير نور الشريف لدى خروجه من المسجد بعد إقامة صلاة الجنازة على الجثمان.

استغلال الاقتراب من الشخصيات المهمة استخدمه بعض الكتاب أيضا فيما يكتبون من مقالات وكتب للتدليل على ثقلهم وأهمية ومصداقية ما يكتبون، أمثلة شهيرة لذلك الفعل نعلمها جميعا ونتندر على أن أغلب تلك اللقاءات وما دار فيها من حوارات تمت بين الكاتب والشخصية الشهيرة التى غالبا ما تكون قد رحلت عن حياتنا فلا نستطيع أن نسألها ولا تستطيع أن تؤكد أوتنكر اللقاء وما دار فيه.

نوع آخر يدعى معرفته بالشخصيات المهمة بل قد يدعى وجود صلة قرابة ما وذلك للتأثير على المتلقى من أجل الحصول على مكتسبات ما، أمر شبيه بمشهد تقديم واجب العزاء فى فيلم «أرض النفاق» الذى قام به الفنان الكبير فؤاد المهندس بعد أن ابتلع حبة نفاق.

أتذكر منذ سنوات عدة أن قابلت شخصًا ما من نفس النوعية والذى ما فتئ يتحدث عن علاقته بإحدى الشخصيات العلمية الكبيرة وكيف أنه كان ضمن فريق العمل البحثى الخاص به ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى إدعاء أنه كان يقوم بالتعديل على هذا العالم الكبير أوأن هذا العالم الكبير كان يستشيره فى كل كبيرة وصغيرة فى تخصصه العلمى الدقيق، الطريف أنه قد جمعنا اللقاء مع هذا العالم الكبير فوجدت هذا الشخص يتهرب من اللقاء معه بصورة مريبة دفعتنى لكى أقوم بإحراجه ولومه لعد القيام بالسلام عليه وهوما قام به بالفعل بعد إلحاح شديد، الأمر الغريب أن هذا العالم الكبير قد صافحه بحفاوة بالغة وببتسامة عريضة قائلًا له «مين حضرتك؟».