
محمود عبد الكريم
مشكلتنا
خلق الله سبحانه وتعالى البشر جميعا فى أحسن صورة تقريبا متشابهين فى كل صفاتهم التشريحية ولا خلاف إلا فى اللون والحجم فهناك الأبيض وهناك الأسود وهناك الأشقر وهناك الضخم وهناك النحيف ولكن خلقهم فى نفس الوقت مختلفين فى صفاتهم وأخلاقهم وأخبرنا أن كل طائره فى عنقه أى كل إنسان له أن يفعل ما يريد ولكن فى النهاية هناك رقيب عتيد يسجل كل همسة وكل لمسة وكل مثقال ذرة من خير أو شر سيحاسب عليها، ولكن مشكلتنا نحن البشر أو لنكن أكثر تحديدا أننا فى مجتمعنا مشغولون بغيرنا بقدر انشغالنا بأنفسنا وهذه وحدها مشكلة المشاكل ودائما نحشر أنوفنا فيما لا يعنينا، لقد أثرت التكنولوجيا الجديدة فى سلوكياتنا كثيرا وأصبحنا نحساسب الآخرين قبل أن نحاسب أنفسنا ونعرف كل شيء ونفهم كل شيء ونفتى بغير علم ونقدس التنمر على الآخر، شكله، مظهره، صوته، فقره كل ما يمكن أن يساعد على السخرية من الآخر.
لقد أفاء الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، بل تحسدنا عليها شعوب أقل منا عددا وأكبر مساحة لما أنعم الله علينا بالخير الوفير من طقس رائع صيفا وشتاء إلى فاكهة مزارع أرضنا لا تنقطع على مدارالعام.
هناك دول تتجمد فى الشتاء من شدة البرودة وتختنق فى الصيف من شدة الحرارة ولا تستطيع العيش بدون مكيفات للطقس وحرارة الشمس اللافحة.
وهناك شعوب تتوالى عليها الكوارث الطبيعية فى مواسم معلومة كالفيضانات والسيول والصواعق الكهربائية والتسونامى، لذا نحن فى أعظم النعم فقط نحتاج ألا نكون متطرفين ولا متشددين دينيا ويتساوى فى ذلك المسلم والمسيحى لأن التحديات كبيرة، والمتربصون بأجمل وطن وأقدم حضارة كثر ومن يكره أكثر ممن يحب!
كل الغزاة جاءوا عبر التاريخ لأنهم كانوا يدركون عظمة مصر وخيرات مصر وكنوزمصر حتى أن نابليون وصف أوروبا وهو يسأل لماذا يترك أوروبا ويتجه لمصر فقال لسائله أوروبا مجرد تلة حقيرة بالنسبة لمصر والشرق، هذا بلد بدأ التاريخ منه…
ولكن نحن وللأسف مقصرون جدا فى حق مصر، نحن من لا يحترم قواعد النظافة ونحن من لا يحترم قواعد المرور، ونحن من يردد الشائعات المغرضة وينفخ فيها ونحن من يضخم فى قوة ونظامية ما يسمى بالإخوان ونحن من يساعد التجار على جشعهم بتكالبنا على سلعة ما مهما ارتفع سعرها ونحن من لا يجيد سلاح المقاطعة لكل غشاش أو متلاعب بأقوات الناس والحقيقة التى لابد أن نعترف بها أن البعض منا هم مشكلة الوطن أو مشكلتنا إن صح التعبير!