الجمعة 15 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشيخ محمد الحفنى

الشيخ محمد الحفنى

مصر واحدة من أغنى دول العالم فى حضارتها وتاريخها الذى يعد أطول تاريخ مدون بين الأمم ربما لا يدانيها فى ذلك إلا الصين وربما عدد قليل جدًا من الدول على سطح المعمورة وبعيدًا عن فترة الحضارة المصرية القديمة يعد تاريخ المماليك من الفترات المهمة فى التاريخ المصرى وهى الفترة التى انتهت بغزو العثمانيين لمصر وهزيمتهم ومصرع السلطان الغورى ومن بعده شنق ابن أخيه (طومان باى) السلطان الذى اختاره المصريون ليحكمهم بعد مقتل عمه فى مرج دابق بالشام وبكاه الشعب المصرى بعد أن علق الغازى العثمانى جثتة  أربعة أيام على باب زويلة وسط القاهرة وقريبا من المسجد الأزهر العريق.



وبالحديث عن الأزهر فى التاريخ المصرى فقد كان شريكًا فى الكثير من الأحداث التى شهدتها مصر سواء فى الفترة المملوكية أو العثمانية المظلمة كالحة السواد، ولذا نذكر من مشايخ الأزهر الكرام شيخًا وعالمًا من العلماء المشهود لهم فى ذلك العصر، فهو لم يتاجر، ولم يقض حوائج الناس بالرشوة، ولم يزور فى الأقضية كما يقول الجبرتى فى روايته لهذه الفترة من التاريخ الغنى بالأحداث، ولم يزور فى حجج الأملاك والأوقاف، ولم يقتن بيتًا، أو، مالًا أو أرضًا، ولم يأكل حقوق الضعفاء من الخدم العاملين بالمساجد، ولم يجعل من داره مكانًا لتعذيب الفلاحين وجلدهم حتى ينال منهم المال، حلالًا أو غير حلال، ولم يسع إلى الحكام كى ينال رضاهم وعطاياهم أو ليعفى منهم من ضريبة بل كان كريمًا للعالم التقى الورع، المتدين، الوقور الذى يخشى الله ويذكره فى كل حين وكل موقف. 

هو أحد أعظم أهل زمانه الشيخ محمد الحفنى أو الحفناوى كما درج أهل زمانه على مناداته الذى ولد فى سنة 1100 فى بلدة حفنا إحدى أعمال بلبيس بالشرقية وبعد أن حفظ القرآن فى قريته قدم إلى القاهرة، وأشار بعض الشيوخ على والده أن يبقيه فى القاهرة، فأتم حفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم فتزاحم عليه طلاب العلم، ورغم ذلك كان هذا الشيخ الجليل يعانى من شظف العيش وضيق الحال فاشترى ريشة ودواة حبر واشتغل فى نسخ الكتب وانصرف عن التعليم والعلم وأشفق عليه أحد أغنياء مصر وراعه انصراف الشيخ الجليل عن العلم فأرسل خادمه إلى حيث مجلس الشيخ وطلب الانفراد به ثم همس له هذه من أحد محبيك ولما فتحها وجدها ملأى بالقطع الذهبية فقبض منها قبضة ليعطيها للخادم الذى أبى وقال له إنها لك وحدك. 

وعاد الشيخ للعلم والتعليم فكان نموذجًا مشرفًا فى التاريخ  المصرى القريب.