الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صورة دوريان جراى الرقمية

صورة دوريان جراى الرقمية

رواية الكاتب المسرحى الشهير أوسكار وايلد والتى صدرت منذ 30 عامًا بالتمام والكمال تحمل اسم «صورة دوريان جراى» وتتحدث عن شاب وسيم قام أحد الرسامين المهرة برسم صورة له ثم تحالف دوريان مع الشيطان بعقد صفقة تعطيه الخلود وبقاء هيئته وشكله كما هما إلى الأبد مع استطاعته لأن يفعل كل الموبقات والحصول على كل الملذات على أن يكون تأثير ذلك ظاهرًا على اللوحة فقط ولا يظهر على دوريان نفسه شريطة ألا يطلع عليها أحد، فى النهاية وبعد قيام دوريان بأفعال فاضحة متعددة يصل إلى صورته فيراها فى قمة البشاعة وهنا يحاول فعل أى عمل خير لعل الصورة تتحسن وهو ما لم يحدث فما كان من دوريان إلا أن قام بطعن الصورة فى مشهد النهاية الذى يأتى فيه بعض الأشخاص فيجدون الصورة قد عادت  إلى بهائها القديم ويجدون دوريان مقتولًا بجانبها.



تذكرت تلك الرواية كلما راقبت بعض الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعى من خلال ما يضعونه من صور وما يقومون بنشره من منشورات، حالة نتعجب منها جميعًا عندما يكون البون شاسعًا بين الصورة وواقع الشخص.

بين حكم وآيات قرآنية وكلمات نصح وإرشاد ولطف وخفة دم وادعاء للفضيلة والحكمة وهم أبعد ما يكونون عن هذا.

حقيقة لا يعرفها إلا المقربون وينكرها الآخرون بشدة فلا يستطيعون تصديق أن هذا الشخص الحكيم أو هذا الملاك البريء ما هو إلا شخص أهوج أو شيطان كبير.

بالطبع كلما ابتعدت المسافة بين ما يحاول الإيحاء به عبر تلك الشبكات عن حقيقته الفعلية فإن هذا يعد مؤشرًا للمرض النفسى و عدم الاتزان وكم كبير من الخديعة إلا أن هذا هو حال البعض بالفعل و للأسف.

نحتاج إلى أن يكون لدينا قدر من السلام الداخلى والتصالح مع النفس فيكون ظاهرنا مثل باطننا ونتوقف عن الادعاء والمظهرية والافتعال.

الأمر أخطر من مجرد تغيير بسيط بل قد يصل الأمر إلى وقوع جرائم نصب واحتيال وابتزاز من أشخاص نعتقد أنهم ملائكة أو قديسون وقد يتطور الأمر إلى قيام مثل هؤلاء الأشخاص بالتواصل مع الأطفال والفتيات الصغيرات و يتم ابتزازهم بصورة لا أخلاقية.

يكون الأمر أكثر صعوبة وخطورة عندما يتم التواصل مع برنامج معد بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعى وليس مع بشر حقيقيين وهو نمط معروف ومنتشر.

تغريدة: الوعى هو الحل.