الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اللغات والاقتباس

اللغات والاقتباس

صادفت فى الآونة الأخيرة أكثر من موقف أجد فيه من يشير إلى قيام البعض ممن يطلقون على أنفسهم لقب «خبير» أن يقوم بترجمة مقال علمى متخصص مكتوب باللغة الانجليزية وينسبه إلى نفسه مستغلًا عدم إلمام الكثير من جمهوره بتلك اللغة ومستغلًا عدم قيام الكثيرين بالقراءة بوجه عام. تذكرت قيام أحد مقدمى البرامج السياسية الضاحكة بعد يناير والذى تم افتضاح أمر ترجمته لمقال بحذافيره ونسبه الى نفسه؛ أتذكر أيضا كيف قام بعض مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى بعرض المقال جنبًا إلى جنب مع المقال الأصلى والذى كان من السهل على أى شخص يعرف اللغة الإنجليزية أن يتأكد أن المقال المنشور هو مجرد ترجمة حرفية بلا أى زيادة أو نقصان وهو ما جعل هذا الشخص يتقدم باعتذار وبأن سبب قيامه بهذا الأمر يعود لانشغاله الشديد ثم عاد و برر ذلك بأنه قد سقط سهوًا أن المقال مترجم وأنه لم يقصد إغفال اسم صاحب المقال الأصلى ولا المصدر الذى نشر به بالرغم من أن فعلًا كهذا يستلزم إجراءات كثيرة مع المصدر ومع صاحب المقال وهى إجراءات معروفة لحماية حقوق الملكية الفكرية وحق المؤلف الأصلى وهى إجراءات أشك أنه قد قام بها أصلاً. أمر مشابه يحدث فى الرسائل العلمية المقدمة لنيل درجات الماجيستير والدكتوراه فيما يعرف بنسب الاقتباس والتى تتراوح بين ٥الى ٢٥٪ بناء على القواعد التى تضعها كل جامعة أو مركز بحثى أو لجنة علمية لإقرار الأبحاث والأوراق العلمية. يوجد نوع آخر أكثر صعوبة فى الاكتشاف وهو الاقتباس غير المباشر والذى يتم من خلال قراءة النص وإعادة كتابته وصياغته باسلوب الباحث وهنا يمكن اكتشافه من عدد الكلمات المتشابهة بين النصين والتى يتم فى أحيان كثيرة تحديدها بما لا يتجاوز ٢٠ كلمة فى النص كله. ساعد عصر المعلومات على وجود تطبيقات متخصصة للتعرف على نسب الاقتباس المباشرة وغير المباشرة وهو ما ساهم إلى حد كبير فى تحجيم ظاهرتى السرقة والاقتباس وهى تطبيقات يتم أحيانا استخدامها بأثر رجعى فيما سبق من أبحاث وهنا يتم اكتشاف خديعة ربما مر عليها عشرات السنين. وبالحديث عن الماضى نجد نماذج أخرى من مؤلفين و أدباء قد قاموا بترجمة أعمال كاملة من اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإيطالية ونسبوها الى أنفسهم وربما حصلوا على جوائز أو تقدير مجتمعى بالرغم من أن الأعمال منقولة بالكامل ولكنه عصر المعلومات الساحر الذى مكننا من كشف الكثير من تلك الإبداعات الكاذبة.