الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فلا نامت أعين الجبناء

فلا نامت أعين الجبناء

جملة قالها الصحابى الكبير خالد بن الوليد الملقب  بسيف الله المسلول وهو على فراش الموت بعد أن خاض الكثير من المعارك بشجاعة كبيرة ودهاء عسكرى فى التخطيط لها فى بلاد فارس والروم وبلاد الشام ولم يخلو شبرا فى جسمه من ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح.



والمقصود بلا نامت أعين الجبناء أى أن الجبناء للراحة لهم ما دامت أعينهم وقلوبهم مسلطة نحو حب الدنيا والفرار من الآخرة.

والحقيقة أن هؤلاء الجبناء على الرغم من حب الدنيا الشديد وعلى الرغم مما قد يحصلون عليه من ملذات فإن استمتاعهم بذلك منقوص فهم يشعرون بالخوف من فقدان ما حصلوا عليه وفى نفس الوقت يتوقون الى المزيد وتلك المشاعر تدفعهم دائما الى المزيد من التعلق بالدنيا و كراهة الحق وهو الموت.

هذا الجين يدفعهم دائما الى الكذب والتحايل واللؤم والتنصل من المسئولية وإلقاء التهم على الآخرين محاولين تشويه صورتهم ببساطة لأن ذلك هو ما يشعرهم بقوتهم وتميزهم. أما عن أسباب الجبن ففى الغالب فإن ذلك يرجع إلى قسوة التعامل فى فترة الطفولة وهو ما يجعل الجبن والكذب هما المنجيان من أى بطش قد يتعرض له.

المشكلة أن الإحصائيات تتحدث عن أن ما لا يقل عن ٦٠٪.. من الأطفال يتعرضون لموقف واحد كارثى على الأقل.

نحتاج إلى تعليم وتدريب النشء فى البيت ثم فى المدرسة على قيم الصدق والشجاعة مهما كانت العواقب وهى قيم تجعل صاحبها يفكر بموضوعية حتى فى أموره الشخصية ويستطيع مواجهة أخطائه وسلبياته وهذه المواجهة هى أولى خطوات الحل.

وبدون ذلك سيتزايد أعداد الجبناء وسيزداد الكذب والخبث وهى آفات أراها تهدم أى إنجاز أو تقدم منشود.

ولنا فى سيدنا خالد القدوة الحسنة فشجاعته لم تتسبب فى موته كما أن جبن الجبناء لن يمنعهم من الموت ولكن فى جميع الأحوال تبقى السيرة هى التى تعيش بعد صاحبها وتكون فخرا لأبنائه من بعده هل كان شجاعا أم خائنا جبانا.