الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هى مش طابونة

هى مش طابونة

هذا التعبير المصرى يطلق غالبًا فى مواقف العمل عندما يجد المدير أن مرءوسيه قد أساءوا التصرف أو تسيبوا عن الالتزام بقواعد العمل ومحدداته المعروفة وجنحوا إلى الفوضى والعشوائية.



والحقيقة أننى استخدمت هذا التعبير كما استخدمه الكثيرون ولسنوات عدة كنا نعتبر فيها أن الطابونة هى رمز للفوضى وعدم الالتزام .

ثم حدث مؤخرا أن فكرت بأسلوب مختلف مفاده مراجعة كل الثوابت المستقرة لدى ومنها هذا التعبير وهنا كما توقعت وجدت أن الطابونة أو ما يطلق عليها «فرن العيش» ليست عشوائية على الإطلاق.

بدءا من مواصفات الفرن وقياساته من المساحة والارتفاع و المسافة بينه وبين الفرن المجاور وخلافه.

كما تشمل المواصفات أيضا مهارات العاملين وخبرتهم فى العمل أما عن مراحل الإنتاج توقيتات كل عملية من خلط الدقيق والخميرة بالماء وتركها ١٠ دقائق لتتخمر ثم التقطيع لقطع متساوية ووزنها ثم تركها لمدة ساعة حتى تمام التخمر ثم الفرد على طاولة مرشوشة بالنخالة ثم وضعها فى الفرن لمدة محددة حتى تمام التسوية ثم الخروج من الفرن والتهوية ثم البيع.

ويشمل الأمر أيضا بعض الأدوات مثل الغربال والعجان وصهاريج التخمير وفرادات العيش وأيضا تغذية الفرن بالسولار وصيانته وتنظيفه... إلخ.

كل تلك الخطوات الدقيقة والتى تتم فى توقيتات محددة لا تتغير ولا يمكن اختصارها أو زيادتها كما أن كل خطوة تعتمد على نجاح الخطوة السابقة لها توضح بما لا يدع مجالا للشك بأن منظومة العمل فى الطابونة هى منظومة منضبطة بشدة.

يشبه الأمر تشبيه الغبى بالحمار وهو أمر غريب وغير حقيقى فنوادر الحمار فى الريف كثيرة وبعضها طريف جدا مثل أن يأتى أحد الزوار من المدينة فيمتطى ظهر الحمار فى جولة بالقرية والتى أحيانا تنتهى بسقوط هذا الضيف واستمرار الحمار فى السير وصولا إلى المنزل فيما يضل الضيف طريقه ويحتاج إلى دليل أو حمار آخر لإيصاله إلى غايته. الكثير من المسلمات والمعتقدات والمسميات تحتاج إلى مراجعة ربما تثبت فى نهاية الأمر أن بعضها خاطئ تماما وأن العكس هو الصحيح.