الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زيف التواصل الاجتماعى

زيف التواصل الاجتماعى

بغض النظر عن نوايا أصحاب منصات التواصل الاجتماعى وقتما بدأت وحتى الآن فإن هذه المنصات قد سمحت لأول مرة فى التاريخ أن يكون لكل إنسان «ملف» يعبر عنه بصورة متكاملة أو منقوصة أو زائفة أحيانًا فكثيرًا ما نتوقف عند الملف الشخصى لأحد المستخدمين فنجده يعج بمنشورات عن القيم والأخلاق والرقى ويزين ذلك بآيات قرآنية وأدعية والجميع يعلم كم هو فاسق أثيم.



البعض يتحفظ والبعض ينفتح بقوة ناشرًا كل خصوصياته وآرائه فى الموضوعات المختلفة ومنها نعرف توجهاته وإلى أى أيديولوجية سياسية أو دينية ينتمى وهى أداة قد تكون مفيدة نوعًا ما فى التعرف عليه عن قرب، أعرف الكثيرين ممن يتقدمون لخطبة فتاة فتقوم عائلتها بالتجول داخل ملفه الشخصى للتعرف عليه عن قرب، تعرف من خلال ما ينشر وما يقول وكذا أيضا من نوعية الأصدقاء وكيف يتفاعلون معا.

تأتى الوفرة أيضا من إمكانية إضافة حتى خمسة آلاف صديق إلى صفحته وهو عدد يصل إلى عشرين ضعف متوسط الأصدقاء والمعارف حسبما تشير بعض الإحصائيات غير الرسمية فى الماضى أى فى عصر ما قبل تلك الشبكات، الكثير من الدراسات التسويقية والاجتماعية كانت تشير إلى أن دائرة معارف الشخص تصل فى المتوسط إلى 250 فردًا فقط!!!

ومن عجائب هذا التواصل اللا محدود أن الكثير من العلاقات الاجتماعية قد تحولت إلى مجرد منشور أو علامة إعجاب لما يضعه الأصدقاء بصورة سهلة أضحت مع الوقت كافية فى نظر الكثيرين وتغنيهم عن التواصل الحقيقى.

يصل الأمر أحيانًا إلى أن يقوم بعض الأصدقاء بتهنئة صديق لهم بمناسبة عيد ميلاده غير مدركين إلى أنه قد انتقل إلى الرفيق الأعلى منذ سنوات غافلين عن ملاحظة توقف منشوراته منذ زمن بعيد.

حدث ورأيت هذا اليوم من تعليقات للبعض على صفحة المرحوم الدكتور عزمى خليفة سفير مصر السابق فى البحيرين والمفكر الكبير، فكرت للحظات أن أقوم بتصحيح هذا الخطأ لهم وأن أشير إلى أن وفاته كانت منذ ما يزيد على العام ونصف العام ولكننى توقفت فى آخر لحظة عن اتمام هذا الأمر حيث وجدت أن أمرًا كهذا هو مسئولية من يستخدم تلك المنصات بصورة آلية أوتوماتيكية بدون تفكير أو تدبر.