الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التاروت والملح

التاروت والملح

شاهدت مناظرة الأخ العزيز الشيخ أحمد ترك مع إحدى السيدات اللاتى يطلقن على أنفسهن لقب «خبيرة أبراج» وفى الحقيقة أن اللقاء جدير بالمشاهدة للجميع فهو يدحض كل ما يقومون به من أعمال وظهرت فى اللقاء قوة حجة الشيخ بالعلم وبالدين أمام تلك الأكاذيب.



فعلم الفلك المعروف والمستقر هو علم حركة النجوم والأفلاك السماوية والذى درسنا مقدماته فى سنوات الدراسة الأولى أما الأبراج وارتباطها بصفات الشخص عن طريق اليوم المولود فيه فهى مجرد برمجة للعقول تجعل هذا الشخص يتصرف طبقًا لما قيل له.

أما التنجيم فإنه لا يزيد عن مجرد توقعات ربما تكون مبنية على قراءة الماضى وربما تكون مجرد توقعات بلا أى دليل، النوع الأول من التنجيم أمثلته كثيرة فإذا كان شخص ما مريضًا مرضًا مزمنًا وخطيرًا فإن التنجيم بالقول إنه سيموت فى 2022 هو مجرد تخمين مبنى على تلك المعلومة.

أما بعض الأدوات العامة التى يستخدمونها فى التوقع للعام الجديد فتشمل أحداثًا من الممكن أن تحدث بالفعل مثل وجود بركان أو حادث كبير أو حريق أو كارثة بيئية أو اقتصادية أو أزمة سياسية وهى أمور متوقعة ولا تخلو منها الأيام إطلاقًا.

أما ولأن آفة حارتنا النسيان فإن بعض تلك الأمور إن لم تحدث فإننا ننسى ما قاله المنجم فلا نستطيع اكتشاف زيف توقعاته وحتى وإن تذكرها البعض فإن لدى المنجم الكثير من التبريرات الواهية والاستدلالات التافهة لتبرير عدم وقوعها.

أشار الشيخ أيضا فى الحلقة إلى بعض الإحصائيات التى تشير إلى كم المليارات  التى ينفقها المصريون سنويًا على هذا الأمر وعدد المشتغلين بهذه الخرافات والذى يصل عددهم إلى مئات الألوف.

الشيخ محمد متولى الشعراوى يتساءل ساخرًا لماذا لا يلبس الجن إلا الناس فى الغالب ويعزوا ذلك إلى إحدى الحيل الدفاعية التى يقومون بها للخلاص من أمر ما أو للحصول على أمر آخر لا يستطيعون الحصول عليه.

إذا ذهبت سيدة إلى عراف فإنه سيبدأ حديثه بأنه يشعر بالحزن فى عينيها وأنه يعرف أن شعرها يتساقط وأن مفاصل رجليها تؤلمها وكذا أيضًا مؤخرة الضهر وبعد أن يشعر بموافقتها على ما قال فإنه يبدأ فى مرحلة الدجل والاستنزاف المادى لها طمعًا فى أمر ربما يكون قد قدر الله حدوثه وهنا تشعر بأن هذا الدجال ماهر وتقوم بالتوصية به لغيرها من السيدات.

ورق الكوتشينة والتاروت ورش الملح لطرد الجن والشياطين وغيرها الكثير من الأمور الغريبة تشغل حيزًا كبيرًا من عقل ووجدان الناس خاصة عندما يقوم الإعلام بدور سلبى باستضافة هؤلاء الخبراء مثلما قام من قبل باستضافة مطربى المهرجانات وغيرهم الكثيرين من مدعى العلم والموهبة.

وللأسف فإن الاستدلالات الفاسدة والتفسيرات المعوجة لآيات القرآن الكريم وما به من مواقف عدة تشغل حيزًا كبيرًا من الوقت وتشكل ذهنية مستقرة لدى الكثيرين وتعطى الجن والشياطين إمكانات غير حقيقية وقدرة على التداخل مع  البشر بصورة هى فى الواقع غير حقيقية.

ولا أدرى لماذا لا يستمعون إلى وصف وفاة سيدنا سليمان فى الآية 14 من سورة سبأ حيث يقول المولى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم:»فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِى الْعَذَابِ الْمُهِينِ. صدق الله العظيم.