السبت 16 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس والصعيد

الرئيس والصعيد

إذا أردت أن تستشهد بصورة جامعة شاملة للزحام فى القاهرة فليس هناك أفضل من صورته فى ميدان العتبة عند الظهيرة وعطفا على شارع الأزهر والموسكى والاتجاه شمالا إلى شارع الجيش وميدانه وصولا إلى العباسية، حيث تختفى الأرصفة تماما أمام معروضات المقاهى ومحلات العصير والتسالى وأفران الحلويات، حيث الرصيف قد تم إلغاؤه بفعل الصاجات التى تخرج ملتهبة من الأفران لتأخذ مكانها المفضل على الأرصفة وتحجب المارة تماما فيضطرون للسير فى نهر الشارع ولا يمكن تفادى أصوات الأبواق والصافرات لتنبه العابرين وينقلب الشارع الى سيرك يتقافز فيه المارة تفاديا للحوادث المميتة.



فى ميدان العتبة كما فى ميدان باب الشعرية وميدان عبده باشا وميدان الموسكى يبدو المرور وانتشار الباعة العربات والفرشات وسرعة الميكروباصات و«زمامير» الفسبات والموتورسيكل وزعيق الباعة كلوحة سيريالية يصعب فهمها ويستحيل حلها!

الحقيقة أن القاهرة لم تعد تحتمل المزيد من التفشى البشرى القادم من الشمال والجنوب حتى أن الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية تؤكد أن سكان القاهرة وزوارها نهارا يصل أعدادهم الى ما يفوق العشرين مليون نسمة بمختلف الثقافات والعادات والسلوكيات بل واللهجات حتى أصبحت الحياة فى القاهرة نوعا من العذاب اليومى.

لذا كنت وأنا أحد أبناء القاهرة أكثر الناس سعادة وأنا أتابع السيد الرئيس وهو يقتحم مشاكل الصعيد المهمل منذ أيام الملكية وربما ما قبلها، وخطوات سيادته الجريئة فى تعديل أوضاع معوجة كانت قائمة قبل تولى سيادته.

كان الصعيد يحتاج شجاعة كشجاعة الرئيس ليفتح مجالات للزراعة والصناعة والأسواق ومحطات الكهرباء وبالطبع هذه المشروعات التى تلزمها الأيدى العاملة ستوقف التدفقات العشوائية للقاهرة وتجعل عمليات التنمية تأتينا بخيرها من الصعيد بدلا من أن يكون الصعيد عبئا على الدولة سيكون معينا لها.