الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشطط فى الخرافة الإعلامية

الشطط فى الخرافة الإعلامية

لا ينسى أبناء جيلى والأجيال السابقة مقولة «دا كلام جرايد» للتدليل عن عدم صحة ما يقال وفى الحقيقة لا أعلم متى بدأ هذا التعبير فى الظهور ولا ما هى ملابساته ولكن دلالات التعبير واضحة، ربما أتى ذلك من حرص بعض المشتغلين  بالإعلام على نشر الأخبار المثيرة بغض النظر عن صحتها مثلما أشار الكثيرون منهم إلى أنهم تعرضوا فى بداية حياتهم المهنية إلى درس «الكلب» من رؤسائهم وهو الذى مفاده أن خبرًا عن قيام كلب بعقر رجل ليس بخبر مهم إطلاقًا ولكن الخبر المهم الذى سيساهم فى زيادة مبيعات الجريدة عندما يحدث العكس أى أن يقوم رجل بعقر كلب.



استمر الأمر فى الزيادة مع انتشار المذياع والتلفاز ثم استفحل بصورة غير محدودة مع انتشار استخدام شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى التى سمحت للمستخدمين بالقيام بنشر أخبار غير مدققة وربما يكون مصدرها الوحيد هو خيالهم وذلك لأسباب عدة.

لا أستطيع أن أنسى تلك الأخبار الغريبة التى أعقبت أحداث يناير ومنها قيام أحد الصحفيين برصد تحرك لابني الرئيس مبارك فى أحد شوارع القاهرة بالرغم من أنهما كانا محبوسين فى أحد السجون.

أو تلك الأخبار عن أحد رجال أعمال نفس الفترة وكيف أنه قد سعى لإجراء عملية جراحية لتركيب عين ذئب بدلًا من إحدي عينيه المريضة.

أحيانًا كان الأمر يتخطى مجرد خبر صعير مثير إلى تأليف كتاب كبير عن خرافة لا يمكن تصديقها مثل أن من تم إعدامه هو شبيه للرئيس صدام حسين وليس الرئيس العراقى نفسه مستدلًا بذلك على عدد من الأدلة المغلوطة التى أضفى عليها طابعًا علميًا بتفسير غير سليم مثلما أشار فى كتابه إلى اختلاف طول أظافر جثث أبنائه بعد وفاتهم.

القضية مستمرة حاليا للأسف فى بعض المنابر الإعلامية التى تقوم دائما بنشر كل ما هو غريب ومفبرك بل قد يتخطى الأمر إلى الاتفاق مع بعض الممثلين المغمورين للقيام بدور الضيف لتأكيد الواقعة المغلوطة.

كل تلك الأمور ليست وليدة اللحظة أو هذا العصر فقط ولكن تكمن الإشكالية الكبرى فى سرعة وسهولة انتشار تلك الأخبار من خلال القنوات الإعلامية المختلفة وهو أمر يحتاج منا أن نتسلح بالوعى والموضوعية تجاه تلك الأمور حتى وإن كنا على وعى بمدى زيفها فلا يجب أن نساهم فى زيادة انتشارها من خلال تبادلها مع الأهل والأصدقاء ولو على سبيل الدعابة.

لن يتوقف أو على أقل تقدير لن يقلل مطلقو مثل تلك الأخبار من إنتاجها إلا إذا وجدوا رد فعل مختلفا من المتلقى وإلى أن نرى رد الفعل هذا فإنهم سيستمرون فى عبثهم اللامحدود.