الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم أن أموت

يوم أن أموت

هذا يوم آتٍ لا محالة، سواء بسبب أو دون سبب وسواء أكان مشهد النهاية فى حادث سيارة أو على فراش مرض فى المنزل أو المستشفى أو فى أى مكان آخر فإنه سيحدث.



فى المعتاد فإن البعض سيفرح والبعض سيحزن والبعض سيأخذ الأمر بقليل من الاكتراث وفى كل الأحوال فهذا لا يهم، لن يهمنى إلا من يحزن وهم من أتوجه لهم بوصيتى ألا يحزنوا بل على العكس عليهم أن يفرحوا لأننى سأترك الحياة لمقابلة ملك الملوك الغفور الرحيم الكريم، ومن منا لا يشعر بالرهبة من هذا اللقاء فكلنا آتيه يوم القيامة فردا.

كم كنا نشعر بالراحة فى هذه الدنيا أن اقتربنا من كريم أو قوى أو من يعدنا بالمساندة بالرغم من أننا نعلم وهذا الشخص يعلم أن تلك الوعود هى مجرد أمانى قابلة للتحقيق أو عدم التحقيق لأسباب عدة منها عدم القدرة ومنها تغير هذا الشخص أو حتى وفاته.

الأمر هنا مختلف فمن أنا ذاهب لمقابلته لا يبدل القول لديه وهو يغير ولا يتغير فمن أين تأتى الصدمة ومن أين بأتى القلق؟

لا يجب أن يقلق إلا من أتاه بقلب غير سليم فلا يهم الشكل أو المظهر أو الغنى أو الفقر المهم سلامة القلب وهو أمر بين العبد وربه والنوايا التى محلها القلب هى سر الأسرار لا يطلع عليها ملك فيكتبها أو شيطان فيفسدها ولا بشر فيشكك فيها.

يكفينى ويكفى أى أحد منا أننا حاولنا أن نتخلق بأخلاق نبينا الكريم ونتصف بصفات الله العلى القدير على قدر إمكانياتنا وما لدينا فما نحاول أن نفعله من كرم ورحمة ولطف وجبر هى محاولات أحسبها لوجهه الكريم لا يخالطها رياء أو عجب وتقرب للبشر.

أما عن الجسد فالتراب أولى به لا يجب أن نتوقف عنده كثيرًا فالسادة الصوفية يصفون الجسد بأنه مقبرة الروح وعند الموت تتحرر الروح وتنطلق فى الملكوت الى البارئ الرحيم.

هل يمكن أن أوصى من يحزن بألا يحزن وهل يمكن أن أتمادى فى الوصية بأن أطلب منهم أن يفرحوا وأن يسعدوا؟ هل من الممكن أن يصل لديهم اليقين فى الله وبالله بأنه الواحد الرزاق الغفور الرحيم الكريم الجابر وأنه لا يجرى فى ملكه أى شيء إلا بقدره وأننا جميعًا قلوبنا بين يديه يقلبها كيف يشاء وهو الذى أقسم بنفسه أن رزقنا فى السماء وما نوعد.

يوم جميل آتٍ آتٍ فهنيئا لى بمقابلة الكريم وهنيئا لمن يلينى فى هذا الأمر.

أوصى أيضٍا بأن يكتب على قبرى إن كان هذا ممكنًا عبارة رأيتها يومًا ما على أحد القبور تقول: «أيها الواقف أمام قبرى لا تتعجب لأمرى.. فى الأمس كنت مثلك وغدًا تكون مثلى».