الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حصلت عليه أم كلثوم وجيهان السادات

حكاية نيشان الكمال الذى كان يمنح لسيدات الأسرة الملكية

 وسط الكنوز الأثرية الكثيرة التى يضمها متحف المقتنيات الخاصة والأوسمة والنياشين فى القصر يأتى نيشان الكمال؛ ليحمل طابعا خاصًا نابعًا من روعة تصميمه وألوانه الرائعة، بجانب التاريخ الكبير الذى يسكن وراء هذا الكنز الأثرى.



هذا النيشان خاص بالسيدات فى الأسرة الملكية، ومن خارج الأسرة حصلت عليه أم كلثوم، كما أن الرئيس السيسى منحه للسيدة جيهان السادات، ونيشان الكمال أو وسام الكمال هو أحد الأوسمة التى كانت تُمنح إبان الحقبة الملكية فى مصر.

وتأسس النيشان بموجب أمر سلطانى أصدره السلطان حسين كامل سنة 1915م، واحتُفظ به فى عهد الجمهورية سنة 1953م،ويسمى نيشان كمال الطبقة العليا بـ»نيشان الكمال المُرصع» ويخص الملكة وذوات التيجان، ويجوز منحه لأميرات البيت الملكي، وكان يُطلق على السيدة التى مُنحت النيشان بـ»صاحبة العصمة».

وقد حصل على هذا الوسام خلال الحقبة الملكية عدد من سيدات القصر الملكي،مثل الملكة نازلى والدة الملك فاروق، وزوجته الأولى الملكة فريدة، وشقيقاته الأميرات، فوزية إمبراطورة إيران السابقة، والأميرة فايزة، وفتحية، والأميرة فائقة شقيقة الملك من أبيه.

وزينب هانم الوكيل قرينة الزعيم مصطفى النحاس، وخديجة هانم قرينة أمير الشعراء أحمد بك شوقى، فيما تعد الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية أشهر من حصلن على الوسام، وذلك فى عام 1948م.

أما سيدة الغناء العربى أم كلثوم، فتعد أشهر من حصلن على وسام الكامل من خارج الأسرة المالكة والطبقة المحيطة بالقصر، ففى شهر أغسطس من عام 1944، وعلى مسرح النادى الأهلى، تفضل الملك فاروق بمنح نيشان الكمال لأم كلثوم، حيث كانت تغنى أغنية (يا ليلة العيد آنستينا).

وبعد صعودها على المسرح فوجئت بالملك يدخل الحفل، فغنت الأغنية بفرحة عارمة ابتهاجًا بقدوم الملك والعيد معا، حتى أنها أضافت للأغنية هذا المقطع «يعيش فاروق ونحييله ليالى العيد»، مما جعل الملك فاروق ينعم عليها بنيشان الكمال الذى لا يمنح إلا لأميرات العائلة المالكة، وحصلت أم كلثوم وقتها على لقب «صاحبة العصمة».

وبسقوط الملكية وقيام الجمهورية احتفظ بـ «نيشان الكمال» عام 1953م، لكن بضوابط جديدة، وباسم «وسام الكمال»، وقد صدر بمقتضى هذه الضوابط قرارا جمهوريا، حيث نصت المادة التاسعة من القانون 12 لسنة 1972م، على أن يُمنح وسام الكمال «للسيدات اللائى يؤدين خدمات ممتازة للبلاد أو للإنسانية من المواطنات وغيرهن، ويشتمل الوسام على أربع طبقات: الممتازة، الأولى، الثانية، الثالثة، وتُخصص الطبقة الممتازة من الوسام لعقيلات رؤساء الدول، ويجوز إهداؤها لعقيلات أولياء العهود أو نواب الرؤساء».

ومن أشهر الحاصلات على وسام الكمال فى العهد الجمهورى، الأميرة ديانا عام 1981م، والملكة صوفيا ملكة إسبانيا، والملكة ايشواريا ملكة نيبال عام 1974م، والملكة نور ملكة الأردن عام 1989م،وقد منح الرئيس عبدالفتاح السيسى وسام الكمال للسيدة الراحلة جيهان السادات، قرينة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، تقديرا لدورها الوطنى، لتكون آخر المنضمات لقائمة الحاصلات على «وسام الكمال».