
محمود عبد الكريم
العودة من الموت!
هل يمكن للميت أن يتحكم بموعد موته فيؤجله حتى يحقق رغبة أخيرة له ، فقد يكون له ابن بعيد يريد رؤيته فنجده يتلكأ فى الموت ويتوسل حتى إذا ما حضر الابن ورآه الأب صعدت روحه بعدها!
قرأت كتابا يتحدث عن الموت بعد الحياة هذه الافتراضية وغيرها والحقيقة أنه كتاب مثير للاهتمام لكاتب وعالم مصرى هو الدكتور على عبد الجليل راضى وكان استاذا للفيزياء بجامعة عين شمس ورئيس جمعية الأهرام الروحية وتوفاه الله منذ فترة طويلة.
أورد فى كتابه المكون من ثلاثة أجزاء تحت عنوان «أنت تحيا بعد الموت» قصصا وحكايات غريبة لكنها قد تحدث، وقد تكون من الحكايات المبالغ فيها ولكن لكل حسب ثقافته وايمانه أن يحكم على رواياته وملخصها «أن الإنسان لا يموت فى حقيقة الأمر بل إنه يحيا حياة أخرى غير تلك التى عاشها على الأرض»، وتطرق الى حكايات وروايات عن أحياء ماتوا ثم عادوا من الموت، ومنها ما ذكرته مجلة «فيت» فى عددها فى ابريل 1962 على لسان سيدة عادت من الموت وعاشت بعدها إنها واحدة من بين خمسة إخوة، وكانت فى العاشرة عندما أصيب جميع من بالبيت بالأنفلونزا الحادة ونامت وتروى تجربتها مع الموت فتقول: شعرت بأنى خفيفة مثل الهواء وأن شخصا جميلا يقف بجانبى، وسمعت الموسيقى السماوية البديعة وتملكنى شعور بالسعادة عندما أمسك بيدى ولفت نظرى نحو مصدر ضوء قوى جدا، ورأيت جمعا من الناس فى الطريق كلهم يبتسمون وتبدو السعادة والبهجة عليهم وأشاروا عليّ ولكنى لم أتعرف على أى واحد منهم، وبعدئذ سمعت أبى من خلفى ينادينى باسمى مرة بعد أخرى، وكنت أتمنى من كل قلبى أن أستمر هناك، ولكنى أيضا كنت أود أن أبقى مع أبى، توقفنا وأنتظر صديقى الجميل مبتسما تاركا الأمر فى يدى لأقرر ما أريد.
وعندئذ سمعت أبي يردد اسمى، وقلت إنه من الواجب عليّ بعد هذه النداءات المتكررة أن أعود ففتحت عينى ووجدت ابى أمامى يردد الحمد لله، شكرا لله أننى اشعر أننى نوديت للعودة للحياة لكى أتمم هدفا ما وعندما أحقق هذا الهدف فسوف أجد نفسي منقادة بنفس هذا المخلوق الجميل الى ذلك الضوء الساطع بقوة مرة أخرى.