الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمر متوقع

أمر متوقع

منذ أن تم نشر مقالى المعنون «يوم أن أموت» وانهالت على الاتصالات والرسائل من العديد من الأصدقاء الأعزاء متسائلين عن سبب كتابته وهل أنا بخير أم أصبت بمرض خطير أو أصبت باكتئاب حاد على أقل تقدير.



والحقيقة أن محاولات قراءة ما بين السطور أصبحت عادة يفعلها أغلبنا أمام كل ما ينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى محاولين استنتاج الأسباب أو استنتاج الشخص الغامض المخاطب بهذا المنشور أو ذاك.

كل ذلك بالرغم من التأكيد على أن ما يكتب وينشر لا يكون له أى علاقة بالشخص الناشر وربما فى بعض الأحيان يشير إلى عكس حالته النفسية تماما.

فالمكتئب قد يكون أكثر الناس نشرًا للبهجة والفكاهة فى محاولة لدفاعاته النفسية لكى تواجه هذا الاكتئاب الأسود والأمثلة على ذلك كثيرة، لا أستطيع أن لا أذكر النجم السينمائى الأمريكى الضاحك روبين ويليامز كيف كان ينشر البهجة ويرسم الضحكة على شفاة الجميع فى حين كان يتألم داخليًا ألمًا شديدًا أدى به فى النهاية إلى الانتحار شنقًا بحزام البنطال.

أمر عكسى آخر نراه فيمن لا نجد على صفحته إلا منشورات عن الحكمة والأقوال المأثورة ويكون صاحبها أخرق بامتياز، أو تمتلئ الصفحة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ويكون صاحبها فاسقًا كبيرًا.

المشكلة تكمن أيضا فى عدم التصديق فمحاولاتى لطمأنة الأصدقاء لم تفلح فى جميع الأحيان فى إزالة شكوكهم حيال إصابتى بكارثة صحية أو اكتئاب شديد بالرغم من محاولاتى المستمرة للتأكيد على أنه مجرد مقال جلت فيه بخواطرى حول اليوم الأخير فى حياة الإنسان وما يعقبه من موت وهو ما حاولت أن أتناوله من زاوية مختلفة تعطى الأمل وتوصى المحزونين بالتوقف عن الحزن والنظر للأمر على أنه استدعاء لمقابلة الكريم الغفور الرحيم.

فى جميع الحالات أرى أننا يجب أن نتوقف أو على الأقل نقتصد فى المجهود المبذول فى تحليل ما وراء الكلمات والعبارات وأن نقاوم شهوة محاولة كشف المستور وقراءة ما بين السطور خاصة عندما تكون تلك القراءات مختلقة تماما دون أدنى درجة من درجات الصحة.