الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التسويق العفوى

التسويق العفوى

أتوجه صباح كل يوم تقريبًا فى تمام الساعة السابعة إلى أحد المحال الملحقة بإحدي محطات الوقود لشراء بعض الاحتياجات العاجلة وفى كل مرة أتوجه إلي الكاشير تقابلنى الفتاة العاملة فتخبرنى بالقيمة الواجب دفعها وقبل أن أقوم بالدفع تبادرنى بابتسامة تسويقية شهيرة حيث تقدم لى عرضًا على بعض أنواع العطور وفى كل مرة أعتذر لها مبتسمًا موضحًا عدم حاجتى لهذا العرض وأننى سأكتفى بما أردت شراءه فقط.



مثال آخر على أحد الطرق المؤدية إلى العاصمة الإدارية وقبل الدخول إليها بعدة كيلومترات ينتشر عدد من الباعة متمركزين بالقرب من مطب صناعى يجبر السيارات على تخفيض السرعة حيث يقومون بعرض ما يرغبون فى بيعه بهدوء وأدب، الغريب فى الأمر هو تنوع تلك السلع ففى فصل الصيف نجدهم يبيعون النظارات الشمسية وزجاجات المياة المثلجة وفى فصل الشتاء يغيرون النشاط ويبدأون فى بيع المعاطف الثقيلة وأغطية الرأس.

المثالان السابقان يوضحان الفرق الكبير فى التسويق بين من يفهم طبيعة العميل وتوقيت تقديم السلعة أو الخدمة التى يحتاجها بالفعل و بين من يقوم بحملات تسويقية بغض النظر عن تلك الاعتبارات.

ففى الحالة الأولى لا أعتقد أن الكثير من مرتادى ذلك المتجر فى تمام السابعة صباحًا سيكونون مهتمين بعروض أسعار على بعض أنواع العطور مثلما يهتمون بعروض على بعض المأكولات الخفيفة مثلًا ولذلك أعتقد أن تلك الحملة التسويقية سيجانبها النجاح مثلما جانبها الصواب فى اختيار المنتج وتوقيته هذا على الأقل من وجهة نظرى المتواضعة. أما هؤلاء الباعة على الطريق فإنهم قد انطلقوا فى بيع ما لديهم من منتجات بعد دراسة أحسبها عفوية لنوعية الزبائن واحتياجاتهم التى تتغير مع تغير الأجواء وفصول السنة.

الأمثلة على نوعى التسويق كثيرة ومتعددة وتمتلئ بها كتب التسويق منذ عشرات السنين ولكن ما جعلنى أنتبه إلى هذين المثالين أننى قد تعرضت لهما خلال ساعة واحدة هذا الصباح وهو ما أعاد إلى ذهنى مقولات مهمة مثلما سمعت الأستاذ الدكتور صبرى الشبراوى أستاذ علوم الإدارة يومًا ما يقول «التسويق هو الحل».