الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أركان الجيوش السيبرانية

أركان الجيوش السيبرانية

نسمع كثيرًا عن تعبير «الحروب السيبرانية» والتى تحدث عادة بين الدول أو الشركات الكبرى فى محاولات لتعطيل الأنظمة الفنية أو سرقة أو إتلاف أو تغيير البيانات الأساسية بها وهى أعمال لا يخفى على أحد مدى الأثر السلبى لها على العمليات المختلفة..



ظهر مصطلح الجيش السيبرانى لأول مرة  بعد بداية الألفية الثالثة بسنوات قليلة-ربما فى العام 2010- نتيجة تزايد الاعتمادية على الأنظمة الفنية الحديثة داخل الجيوش وخارجها ومن المؤكد أنه يوجد تداخل بين الحروب الالكترونية المعتادة والحروب السيبرانية إلا أنه يتبقى منطقة تتفرد بها الجيوش فى الشق السيبرانى بعيد المدى لأقصى درجة عن تلك المرتبطة بالشق الالكترونى وهو ما يظهر جليًا فى اتجاه العديد من تلك الجيوش إلى إنشاء فرع للحروب السيبرانية وتدعيمه بقوة خلال السنوات القليلة الماضية.

ببساطة يمكن تقسيم أركان الجيش السيبرانى إلى أربعة أقسام رئيسية يختص القسم الأول منها بصد الهجمات الموجهة إلى الأهداف الحيوية المتمثلة فى الأنظمة الفنية وقواعد البيانات المرتبطة بها وهو ما يتم من خلال فرق متخصصة تعمل على مدار الساعة من خلال أنظمة حماية فنية متطورة يتم استقدام بعضها من خلال شركات القطاع الخاص العاملة فى مجال الأمن السيبرانى كما يتم تطوير بعض من تلك الأنظمة أو أجزاء منها داخل وحدات الأبحاث والتطوير الموجودة فى تلك الجيوش ذاتها والتى تمثل القسم الثانى من الأربعة أقسام السابق الإشارة إليها.

القسم الثالث مرتبط بالقسم الأول والثانى بشدة وهو الذى يختص بتعقب محاولات الاختراق والتعرف على مرتكبيها وكذا أيضا محاولة تعطيل أو إتلاف الأنظمة المستخدمة فى محاولات الهجوم تلك.

القسم الرابع والأخير والذى لا يقل أهمية عن الأقسام الثلاثة السابقة بل ربما يفوقها أهمية وهو القسم الخاص بشن الهجمات السيبرانية على أهداف تابعة لجيوش دول أخرى وهى عملية تحتاج إلى تقنيات معقدة لإحداث إمكانية الاختراق وتحقيق الأهداف بأكبر قدر ممكن من السرية وعدم التعرف على هوية المنفذين أيضا.

ومع حجم إنفاق سنوى على التسليح حول العالم يقترب من 1.8 تريليون دولار كما تشير إحصائيات عام 2018 فإن حجم الانفاق على منظومات التأمين حول العالم تقترب من 60 مليار دولار عام 2021 بالطبع ليست جميعها موجهة نحو تأمين الجيوش ولكن الرقمين يعطيان مؤشرًا لما يمكن أن تكون عليه ميزانية الجيوش السيبرانية وإمدادها بمتطلبات الدفاع والهجوم والتتبع والبحث العلمى فى هذا المجال أيضا فالولايات المتحدة الأمريكية تعتزم إنفاق ما يوازى 901 مليون دولار أمريكى على الحروب والدفاعات السيبرانية وهو أقل بنحو 100 مليون دولار عما تم إنفاقه عام 2021 وهذا الرقم عند مقارنته بحجم الإنفاق العسكرى للجيش الأمريكى والذى بلغ أكثر من 700 مليار دولار فى نفس العام نستطيع أن نتبين أهمية هذا الفرع وتزايد الإنفاق لتنميته.