الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لحظات التألق

لحظات التألق

«لا أحب الكنب لأنى زاهد فى الحياة وإنما أحب الكنب لأن حياة واحدة لا تكفينى» تلك بعض من كلمات عملاق الأدب العربى الأستاذ عباس محمود العقاد عن الكتب وأسباب القراءة وهى تؤكد فكرة أنك تستطيع أن تضيف إلى عمرك أعمار وإلى خبرتك خبرات متعددة من خلال القراءة فالكاتب يقدم من خلال إنتاجه أفضل ما لديه من أفكار وأساليب تعبيرية وخبرات وخلافه تمامًا مثلما يقدم الفنان أفضل ما لديه من خلال لوحاته ويقدم العازف أقل ما لديه من مقطوعات ويقدم الممثل أفضل ما لديه من أداء تمثيلى.



تلك هى لحظات التألق والتى لا تقتصر على النماذج السابقة فحسب فالمذيع يقدم أفضل ما لديه على الهواء مباشرة ويقدم القائد أفضل ما لديه فى لقاءاته وكذلك يفعل المدير فى اجتماعاتها غيرها الكثير من الأمثلة المتعددة.

كل تلك المواقف والأعمال الفنية والأدبية يمكنك من خلالها أن تقبض على لحظات تألق وتميز شريطة أن تقرأ وأن تنصت وأن تفكر.

وهذا يعتبر الفرق الأول بين من يتعرض لما سبق فمن يصمت يتعلم ومن يثرثر سيبقى على أول الطريق مهما مر به من تلك اللحظات.

يأتى الفرق الثانى من خلال انتقاء صاحب لحظة التألق ولا حرج فى أن تسأل من هم أكبر منك وأكثر منك خبرة ومعرفة وتأخذ من اجتمعت عليه الآراء ثم تبدأ فى استكشاف لحظات التألق التى يقوم بها وتتعلم منها وتضيفها إلى مخزونك المتراكم.

تكون المشكلة فى عدم الانتقاء خاصة فى مرحلة البناء الأولى لكيانك وشخصيتك وهنا قد تؤتى عملية الانصات والمراقبة إلى نتائج سلبية.

وبعد أن تقضى سنوات عدة فى مرحلة المراقبة والتخزين تبدأ فى مرحلة الهضم ثم مرحلة إخراج المزيج الداخلى بأسلوبك الذى سيكون فى الغالب متميزا وربما أكثر جاذبية من مجموع أجزائه.

بعد تلك المرحلة من الممكن أن تعود إلى مرحلة الانصات مرة أخرى ولكن هذه المرة بلا انتقاء وبلا سؤال لذوى الخبرة فما اكتسبته من خبرات سيمكنك من الفرز والتفرقة بين العقل والسمين كما قد يكسبك مهارات أخرى مثل إمكانية أن تعرف كيف يفكر التافهون وكيف يحاول أصحاب المهارات المحدودة الادعاء بأنهم عباقرة وهو ما سيجعلك تشعر بكم كبير من الفكاهة ويطلق روح السخرية لديك.