السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 83

لغة الجينات 83

فيه ناس «حب الخير» عندهم طبيعة.. جينات اتولدوا بها وعاشوا بها، جينات أصلية لا ترحل برحيلهم، تظل تعمل وتقدم يد العون والمساعدة للجميع من العالم الآخر، لاتنقطع أعمالهم.. نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة.. الأستاذ الكبير إبراهيم حجازى هو واحد من هؤلاء، متعته الخاصة العطاء بلاحدود، واحد ممن امتلكوا الجينات الأصلية.. ظاهره كباطنه.. واضح صريح، محب للخير، قادر على العطاء حتى لمن أساءوا إليه أو هاجموه، يعلق بكلمة واحدة «يا ابنى كل واحد بيعمل بـأصله.. احنا بنعامل ربنا مش الناس»، يمتلك روح ملاك فى جسد بشر، قدرته على تحقيق أحلامه لاتتوقف، عقله ينبض وقلبه يفكر، لا يتوقف عن الحلم لمصر معشوقته الأبدية، لا يتوقف عن تقديم الخير ويمد يد العون لكل الناس من يعرفه ومن لايعرفه.



محظوظ من عرف إبراهيم حجازى، وأكثر حظًا من اقترب منه، تعلم منه وأصبح واحدًا من عائلته الكبيرة، يتابعك يوميًا.. ضحكته تصلك قبل أن يسألك.. بترد بسرعة كده ليه.. مش خايف يكون حد من الديانة؟ لايترك لك فرصة حتى أن تعتذر أنك لم تبادر بالاتصال من يومين.. يسأل عن أولادك وبيتك وحياتك، يوصيك عليهم كأب حقيقى، وينهى مكالمته دائمًا بتبليغ سلامه لأسرتك وبنصيحة من القلب «خلى بالك منهم».

إبراهيم حجازى، فى الظاهر صحفى شهير وإعلامى مميز محبوب، خفة دمه وقفشاته لاتنتهى حتى على الشاشة، «جملته الشهيرة على الهواء مباشرة «فين يا ابنى الشاى؟.. بقالى ساعتين طالب شاى « تكشف شخصيته البسيطة المحبة للناس،  شخصيته التى تكسر كل التابوهات والفذلكة الكدابة، كما كان يسميها.. يفاجئنا دائمًا على الهواء.. نقف فى الكنترول،والشاب رأفت عامل البوفيه بقناة النهار يدخل ليقدم له الشاى يسأله أنت منين يا ابنى... من أسوان يا أستاذ إبراهيم... ينادى بود وكأننا فى لقاء أسرى»ياست الناظرة « قاصدًا أميرة الشناوى مخرجة البرنامج المبدعة.. شوفى لنا «اربيز» رأفت هو ضيفنا النهاردة.. ويفتح معه حوارًا أبويًا عن الشباب ومشاكلهم، وقيمة العمل وأهمية الاجتهاد.. تخرج حلقة رائعة يتحدث عنها الجميع.

نسافر قرية صغيرة فى الغربية ليلتقى شبابًا أطلق مبادرة لتوفير الأدوية..وهناك نصور حلقة أخرى عن زراعة الأرز.. ويفتح منها نقاشًا جادًا حول مياه النيل... يحلم بالخروج من الاستديو فنكون أول من يصور حلقة كاملة عن أنفاق قناة السويس.. لايتحدث فيها إلا مع البسطاء والعمال والمهندسين.. مافيش مسئول هيسرق الكاميرا منهم.. كانت هذه رؤيته وكلمته.. هنصور مع العمال والمهندسين وبس.. يحرص على الاستفسار عن أدق تفاصيل حياتهم.. ويحرص أن يشارك بيده فى تثبيت جزء من النفق..يزاحم العمال ويرفع معهم كتلة خرسانية.

مفاجآت الأستاذ إبراهيم لا تنتهى.. جهز نفسك هنطلع أسبوع كامل من بورسعيد.. أسبوع على الهواء مباشرة.. أيوه أمال هنسجل.. الناس لازم تشعر إننا معاهم.. جنبهم مش فى برج عاجى.. نذهب بورسعيد وفى يوم واحد ديكور البرنامج يتركب على الممشى السياحى بجهود جبارة من فريق الموهوبين بالتليفزيون المصرى بقيادة أحمد مصطفى الرئيس الحالى للقناة الثانية، ونبدأ أسبوعًا لا نتحدث فيه إلا عن المدينة الباسلة.. ضيوفنا شباب زى الورد بيشتغل وينتج.. أبطال المقاومة.. وفى آخر حلقة حفلة يحييها أطفال أيتام من كورال المحافظة.. ولا نلتقى المحافظ الذى استضافنا إلا 30 دقيقة من 10 ساعات هوا.. وتتكرر التجربة فى البحيرة.. أسبوع كامل من دمنهور.. ويظل حلم الأستاذ إبراهيم قائمًا نفسى أطلع من كل محافظات مصر.

هذا هو الأسطورة الحقيقية الأستاذ إبراهيم حجازى الذى لا يرضى إلا أن يكون منفردًا ومتفردًا ورقم واحد.. أول من يخرج بالبرنامج من الاستديوهات للشارع يصور مع الناس.. أول من يقيم بطولة رياضية عالمية فى سفح الهرم، وأول من ينشئ ملعب إسكواش زجاجى يتحدث عنه العالم.. وتنشر صورته الجارديان فى صفحتها الأولى.. أول من يحرص على بث روح الوطنية وتذكير العالم كله بنصر أكتوبر وحرب الاستنزاف التى فتحت الباب للنصر.. أول من استضاف الجنود وصف ضباط شاركوا فى معركة الكرامة ليتحدثوا  جنبًا إلى جنب مع قادة النصر.

أول من أسس ورأس تحرير «الأهرام الرياضى» وبعده ولد عالم الصحافة الرياضية واسعة الانتشار، وتسطع نجوم فى الاستديوهات التحليلية كلهم من خريجى مدرسة إبراهيم حجازى الرياضية.

أول من باع عددًا من المجلة قبل أن تصدر.. فتح باب الحجز ففاقت الأعداد المحجوزة قدرة مؤسسة الأهرام على الطباعة.. ثم يرفض تكرار التجربة... أول من يوزع سى دى مع المجلة لأهداف مباراة الأهلى والزمالك الشهيرة 6/1.. وبعدها تنتشر صناعة السى دى لدرجة أن الأهرام تنشئ مصنعًا.

«إبراهيم حجازى» يدخل قلبك من اللحظة الأولى دون استئذان، ضحوك، متحمس دائمًا لأفكار كلها تخدم البلد والناس، سريع البديهة، ذكاء شديد، يقرؤك من أول يوم يراك فيه ويقرر كيف سيتعامل معك، وإلى أى مدى سيقربك منه، لكنه فى النهاية وفى كل الأحوال سيقدم لك خيرًا كثيرًا،وفى الباطن مقاتل، ودود، طيب، ابن بلد حقيقى، بطل من طرازٍ فريد، أسطورة تتحرك على قدمين، أسطورة خارجة من كتاب الحكايات والحواديت، جدعنته وشرف كلمته وطيبة قلبه نبراس حياته.

يطلب منى أن نلتقى فى وسط البلد.. عارف «وكالة أنباء الشرق الأوسط «انتظرنى هناك.. يتأخر على غير عادته أتصل به.. تصلنى ضحكته.. تصدق أنا تايه مش عارف أدخل منين وأخرج منين.. استنى استنى فيه شاب طيب أهوه هسأله.. دقائق ويصلنى ومعه الشاب.. يتحدث معه ويجرى عدة تليفونات، خلاص ياعم ابنك هيعمل العملية بكرة ماتشلش هم.. دموع فى عيون الشاب وهو يغادرنا سعيدًا .. والأستاذ إبراهيم يحمد ويشكر الله.. شوفت بقا أنا توهت ليه.. ربنا سخرنى أساعد الشاب ده، ابنه محتاج عملية سريعة.. اللهم لك الحمد والشكر ويقبل يده ظاهرًا وباطنًا.

«إبراهيم حجازى» ساخر إلى أقصى درجات السخرية، ابتسامته تصل بين أُذنيه، ضحكته عالية ترج الأجواء من حولك، بسيط لدرجة لا تصدقها، يفترش الأرض وهو فى قمة أناقته، تشعر بدفء شديد عند الاقتراب منه، تبادره بطلب فيُباغتك باستجابة، تقصده فى خدمة فيطاردك لتحقيقها، طيبة قلبه وحلاوة روحه تأسرك.

يشعر كل من حوله بطمأنينة لم يشعروا بها من قبل، لا توجد مشكلة لا يستطيع حلها، تواضعه لا يُصدق، يفضل أن نتناول سندويتشات فول معًا، من عربية بجوار “روزاليوسف” على أن نتناول أشهى المأكولات فى حفل تقيمه القناة فى الفورسيزون على بعد خطوات.. نترك الحفل أول ما البوفيه يتفتح.. وننزل جرى على سيارته لتناول سندويتشات الفول التى تركتها مع «عم شوقى» قبل ما ندخل الحفل.

«إبراهيم حجازى» فى الظاهر رجل خير، يمد يد العون للجميع، سواء بالنصيحة أو بخدمات لايستطيع غيره أن يفعلها وفى الباطن مؤمن أن السر فى العطاء لا يكمن فى مجرد العطاء فحسب بل فى إحساسك أنك تتحول إلى شخص أفضل.

أعلم أن «حُب الخير للغير جِهاد، لا تقدر عليه كل النفوس»..‏أَن تُحْسن لمَن أحسنَ إليْك الكُلُّ يستطِيع ذلِك، لَكِن أن تُحْسن لمَن أسَاء إليْك ذَلِك لا يستَطيع فعْلهُ إلا العُظَماء.