الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمسيس الثانى (رمسيس الأكبر) (2)

رمسيس الثانى (رمسيس الأكبر) (2)

كان رمسيس الثانى قائدا عسكريا متميزا فى فنون القتال والحروب، وقد كان ماهرا أيضا فى ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقاد عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان وأدار معاركه مع الحيثيين من مدينة (بر رعميسيس) فى شرق الدلتا، كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه وسجل ذلك منقوشًا على جدران معبد بيت الوالى. وقد بلغ عدد أفراد الجيش المصرى فى عهد رمسيس الثانى نحو 100,000 رجل، فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصرى، ففى العام الخامس من حكمه (1274 ق.م.) كانت  معركة قادش الثانية الشهيرة، كانت قمة حملات رمسيس فى بلاد الشام. وقعت هذه المعركة بين قوات الملك رمسيس الثانى ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتلى الثانى بمدينة قادش التى تقع على الضفة الغربية لنهر العاصى جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات فى سوريا, وتعتبر هذه المعركة هى أشهر المعارك التى خاضها الملك رمسيس الثانى فى صراعه مع الحيثيين والتى استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أى من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالى ففى العام الحادى والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثانى معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلى الثالث، وهى أقدم معاهدة سلام فى التاريخ.وهى معروضة الآن  فى متحف آثار اسطنبول. وقد زين رمسيس صروحه بنقوش مصورة ونصوص تصف الحملة بكاملها، والمعركة على وجه الخصوص كنصر مؤزر. نصوص هذا النصر تزين الرمسيوم، أبيدوس، الكرنك، الأقصر وأبوسمبل.



قاد رمسيس الثانى أيضًا عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، كما هزم رمسيس الثانى قراصنة البحر الشردانيين وموطنهم جنوب غرب الأناضول بشكل حاسم، حيث كانوا ينهبون سفن البضائع المصرية على طول ساحل مصر على البحر المتوسط وقبض عليهم جميعًا فى آن واحد. وسجل تلك المعركة فى لوحة تذكارية وجدت فى تانسيس.. 

بعد فترة حكم 30 عاما، انضم رمسيس الثانى إلى مجموعة ملوك مصر الأطول عمرا، وكما جرى العرف، فى السنة الثلاثين لجلوسه على العرش، احتفل رمسيس بيوبيل جلوسه وأطلق عليه اسم عيد سد، حيث يتحول الملك عقائديا فى هذا الاحتفال إلى إله، احتفل رمسيس الثانى بأربعة عشر عيدا «سِد» (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أى فرعون آخر.

 وفى منتصف عام حكمه السادس والستين (66)، كان رمسيس قد أصبح أعظم فراعنة مصر فى الإنجازات، وقد حقق رمسيس الثانى السلام، واستطاع تأمين الحدود المصرية وتشيد عدد كبير من الآثار العظيمة على امتداد البلاد، وأصبحت مصر فى عهده أكثر قوة وازدهارا مما كانت عليه قبل قرن من توليه العرش. 

وينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية، سماه خلفاؤه والحكام اللاحقون له بالجد الأعظم، توفى رمسيس الأكبر عن عمر يناهر اتنين وتسعين عاما  ودفن فى وادى الملوك، إلا أن مومياءه نُقلت إلى خزانة (خبيئة) المومياوات فى الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881 بواسطة جاستون ماسبيرو ونقلت إلى المتحف المصرى بالقاهرة بعد خمس سنوات، والآن محفوظة ومعروضة فى مقرها الجديد متحف الحضارات بالفسطاط.

وفى العصر الحديث تم نقل أكبر تمثال لرمسيس الثانى فى بداية عقد الخمسينيات ووضع بأشهر ميادين القاهرة (ميدان باب الحديد) الذى تغير اسمه إلى ميدان رمسيس، وفى 25 أغسطس عام 2006م تم نقله ووضعه فى منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة فى مدخل  المتحف المصرى الجديد

شاهدا على عظمة الحضارة لأم الدنيا مصر.....…

أستاذ بكلية طب الأزهر