الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الاستفادة القصوى من الزخم المعلوماتى

الاستفادة القصوى من الزخم المعلوماتى

لايوجد خلاف على أننا نعيش عصرًا غير مسبوق فى كم البيانات والمعلومات والدراسات والإصدارات المختلفة لم تشهده البشرية خلال تاريخها كله،ذلك التاريخ الذى ارخنا له فى السابق باختراع آلة الطباعة على أنها الطفرة الكبرى، ثم تراجع البعض امام وسائل الحصول على المعلومات الأحدث وأقصد هنا الإذاعة والتليفزيون.



استمر الجميع يشعر بأننا قد وصلنا الى الذروة فى الوفرة المعلوماتية حتى أتت إلينا شبكة الانترنت قبل 30 عامًا من الآن، تلك الشبكة التى تطورت ببطء فى اول ظهورها وكذا أيضا نما المحتوى المعلوماتى ببطء مماثل يختلف من منطقة لأخرى ومن لغة لأخرى إلا أن اللغة الانجليزية كان لها موقع  الصدارة بحكم سهولتها واعتمادها كلغة ثانية فى الكثير من المؤسسات التعليمية.

لايمكن المقارنة باللغة الصينية ببساطة لأنها مرتبطة بدولة الصين وعدد سكانها إلا أن التعامل والتحدث بها يظل محدودًا خارج حدود تلك الدولة.

الوضع الحالى غير مسبوق فى حجم وتنوع هذا المحتوى وانتشاره واتاحته الى نسبة كبيرة من سكان الأرض خاصة فى الخمسة عشر سنة الأخيرة مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى وتطور شبكات وأجهزة المحمول الذكية وظهور مصطلحات مثل انترنت الأشياء وازدياد الاعتماد على أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى إدارة العديد من المجالات.

وصل الحجم المضاف يوميا الى 2.5 كوينتيليون بايت (quintillion ) اى مليار مليار بايت يوميا وهو رقم مهول جدًا ومرشح للزيادة المجنونة فى القريب العاجل والبايت عزيزى القارئ هو وحدة تمثيل لحرف أو رقم أحادى يفهمه الحاسب ويستطيع إخراجه فى صورة مفهومة لنا.

العجيب أنه وبالرغم من هذا الكم الكبير وبالرغم من تطور محركات البحث وخوارزمياتها بصورة باتت اكثر سهولة وسرعة ويسر إلا أن الاحصائيات تشير الى أن ليس كل نتائج البحث يراها الناس  ولنأخذ محرك البحث جوجل Google  كمثال والذى يعطينا ملايين من نتائج البحث لكل كلمة مقسمة الى 10 نتائج بحث فى كل صفحة فعلى سبيل المثال عندما نبحث عن كلمة مصر باللغة الانجليزية فإن نتائج البحث المتاحة تصل الى حوالى 1.9 مليار نتيجة تكون متاحة فى اقل من ثانية واحدة للباحث، الاحصائيات تشير الى انه من 75% الى 90% من المستخدمين لا يذهبون الى الصفحة الثانية ويكتفون بالعشر نتائج الاول فقط بالرغم من ان الصفحات التالية قد تحمل نتائج ترد على تساؤلاتهم بصورة اكثر فاعلية ناهيك عن ان اول عشر نتائج قد تكون موجهة لأسباب اقتصادية أو سياسية.

تلك الإحصائية جعلت البعض يطلق مقولة ساخرة مفادها أنك تستطيع أن تدفن جثة فى الصفحة الثانية من نتائج محركات البحث ببساطة لأنه لن يعثر عليها أحد.