التقرير السنوى للتحركات
تعرف نسبة مقبولة من مستخدمى الإنترنت انهم مراقبون ولكن يختلف إدراكهم لمعنى الكلمة فمنهم من يعتقد أن تلك المراقبة تقتصر على ما نتيحه من معلومات فى المجال العام Public Domain فيما يعتقد البعض الآخر أن المراقبة تشمل أيضا ما نجعله سريا وما نقوم به من جميع أشكال التواصل بما فيها المكالمات الصوتية ورسائل الدردشة وهو أمر عام مهما حاولت بعض الشركات التسويق لمنتجاتها المادية من أجهزة وحواسب آلية أو التسويق لبرامجها أنها الأكثر أمانا وخصوصية وذلك مهما حاولت تلك الشركات التدليل على هذا الأمر أو إضافة بعض التعبيرات الفنية المعقدة لتأكيد أن تطبيقاتها آمنة مثل التشفير بين الطرفين End To End Encryption أو أن السحابة السحابية الخاصة بهم هى الأكثر أمانا... إلخ.
على الجانب الآخر نجد نسبة لا يستهان بها من المستخدمين الذين لا يدركون هذا الأمر على الإطلاق ونجد أيضا نسبة أخرى تعرف ولا تكترث معتقدين ألا يوجد لديهم أسرار وأن بياناتهم غير سرية وأن مراقبتهم لن تجدى لأحد بأى نفع كان.
خلال الأيام الأولى من هذا العام قام محرك البحث الأول عالميا-جوجل- بإرسال بريد الكترونى لمستخدميه أسماه تحديث 2021 Update يقوم فيه باستعراض إحصائى للأماكن التى زارها المستخدمون خلال هذا العام اعتمادا على بيانات تطبيق Google Maps وأن هؤلاء المستخدمين يفعلون خاصية الموقع Location طوال الوقت.
يبدأ التقرير ببيان من خلال خريطة توضح الأماكن التى تمت زيارتها هذا العام سواء دولا أو مدنا أو أماكن داخل تلك المدن مع بيان أعداد كل منها ويشمل البيان أيضا الأماكن الجديدة التى تمت زيارتها هذا العام وذلك بالمقارنة بالعام الماضى.
يشمل التقرير أيضا إجمالى المسافة المقطوعة بالكيلومتر بوسائل المواصلات المختلفة مع بيان المسافة المقطوعة سيرا على الأقدام أيضا موزعة على شهور السنة، ثم يقوم التقرير بعد ذلك ببيان الأماكن التى تمت زيارتها وتوزيعها على شهور السنة أيضا مع بيان نوعية تلك الأماكن هل هى مطاعم أم محال تجارية أم متنزهات... إلخ.
تفاصيل التقرير كثيرة وفى نهايته يتيح لمستخدميه محو هذا التاريخ وإيقاف تلك الخدمة أيضا وهنا نعيد ونكرر أن هذا هو تقرير التحركات فقط فماذا عن تقرير البحث وتقرير زيارات المواقع المختلفة وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال لن أقوم بالإجابة عليه والسؤال يقول «إذا كانت كل تلك المعلومات قد قام بتجميعها وتحليلها هذا الموقع وهى تخص خدمة التتبع فقط فماذا عن البيانات التى قام بتحليلها ولم يقم بعرضها علينا سواء المرتبطة بهذه الخدمة أو بباقى الخدمات الأخرى؟».
اعتقد أن الإجابة واضحة.