الميتافيرس وتربية الماشية
يعرف المتخصصون فى مجال تربية الماشية أن البيئة المحيطة بها تساهم كثيرًا فى زيادة الإنتاجية من الألبان وهو ما يدفعهم إلى إجراء الكثير من التجارب حول هذا الأمر.
أسفرت تلك التجارب عن مجموعة من الإجراءات التى تساعد الماشية على الاسترخاء داخل المزارع التى تعيش فيها و تشعرها بالألفة والاطمئنان منها سماع الموسيقى الهادئة والإعداد الجيد لدرجة حرارة المزارع وكذا أيضًا القيام بتدليك أجسامهم للمساهمة فى إحداث حالة من التنشيط والتحريك الفعال للدورة الدموية لديهم وهى تجارب أصبحت معتمدة ولا غنى عنها للحصول على إنتاجية أعلى من تلك التى يحصل عليها المزارعون من خلال ترك الماشية داخل تلك المزارع الباردة مع الكميات المطلوبة من الأعلاف والفيتامينات والأمصال وخلافه.
أما الحديث عن العوالم الافتراضية التى تجلت فى أكبر صورها بعد إعلان شركة «ميتا»-فيسبوك سابقًا- عن تبنى تقنية الميتافيرس –أى ما وراء الكون- لتكون هى البديل المتوقع لأسلوب التواصل الاجتماعى الحالى ولكن بصورة ثلاثية الأبعاد 3D تعتمد على ارتداء نظارة إلكترونية متصلة بشبكة الإنترنت وكذا أيضًا زوج من القفازات التى تعطى الإحساس الطبيعى للمس والإمساك بالأشياء وأيضًا حملها.
وفى تطور سريع لاستخدام تلك التقنيات وقبل أن يقوم الإنسان باعتمادها كأسلوب للتواصل الاجتماعى ثلاثى الأبعاد قام أحد مربى الماشية بعمل تجربة جديدة على عدد من الماشية بمزرعته.
التجربة ببساطة هى إحضار نضارات تعمل بأسلوب الواقع الافتراضى Virtual Re3ality حيث قام بوضع تلك النظارة على عينى أحد قطع الماشية على أن تقوم تلك النظارة بعرض مشاهد طبيعية ثلاثية الأبعاد لمساحات كبيرة من الطبيعة بما تشمله من خضرة وأشجار وطيور وحيوانات أخرى مع إصدارها لأصوات تحاكى أصوات تلك الطبيعة.
استخدم المزارع أسلوبًا علميًا سليمًا فى تحقيق تلك التجربة وقياس نتائجها حيث قام بحساب متوسط إنتاج الماشية من اللبن قبل ارتداء تلك النظارة ثم قام بعمل التجربة على زوج من الماشية تاركا باقى القطيع فى الظروف العادية التقليدية المتبعة.
كانت النتائج مبهرة حيث زاد إنتاجية الماشية التى ارتدت النظارة من 20 لترًا إلى 27 لتر لبن بزيادة تقرب من 30% من المعدلات الطبيعية.
أتمنى أن نأخذ أمر الميتافيرس بالمزيد من الاهتمام والاعتبار وأن ننظر إلى المميزات المباشرة وغير المباشرة وأيضًا الاستخدامات المبتكرة وأن نهتم أيضا بتقليل الآثار السلبية لهذا الوافد الجديد على الإنسان والحيوان أيضًا.
