الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خلود الإبداع الفنى

خلود الإبداع الفنى

«أقوى الأثر هو ما تتركه بعد موتك لا ماتراه فى حياتك» تلك مقولة عامة وبالرغم من أن البعض قد يبدأ فى النقاش والجدل حول مدى صحتها أو استخراج حالات كان الأثر فى حياتهم وبعد مماتهم إلا أن الأثر الحقيقى يكون بعد المغادرة.



الأمثلة المقصودة هنا ليست عامة ولكنها فى مجال الإبداع الفنى بصوره المختلفة، قد يشمل الأعمال الأدبية والفنية والدرامية والموسيقية، والسبب فى قصر المقال على تلك المجالات هو مجرد محاولة لإلقاء أمثلة نرصدها ونلمسها جميعا.

البداية الأدبية نراها فى العديد من الكتاب الذين نراهم ملء السمع والبصر ولكن بعد وفاتهم لا نسمع من سيرتهم شيئًا ولا نجد من يستمر فى قراءة ما كتبوه من أعمال وفى الواقع ربما لم يحدث ذلك أيضا فى حياتهم.

مجرد ظاهرة إعلامية تسويقية بلا أى قيمة حقيقية تضمن استمرارية البقاء، مثال آخر فى الأعمال الفنية من رسم ونحت أو فى الأعمال الدرامية والتمثيل أو التأليف الموسيقى أو الغناء.

كم من مرة نجد مطربًا ملء السمع و البصر وبعد وفاته لا يهتم أحد باستعادة أعماله مرة أخرى او الاستماع إلى الأعمال المسجلة وفى المقابل فد نجد مطربًا توفى منذ عشرات السنين ونجد الاجيال الجديدة التى لم تعاصره تتوق إلى الاستماع إلى ابداعاته القديمة.

أحيانا يكون تقليد اسلوب كاتب أو صوت مغنى أثناء حياته دليل على تأثر الآخرين به أو تأكدهم من أن تلك الخلطة الفنية ناجحة هذا إن كان النجاح حقيقيًا ولكن التاريخ يشير إلى فشل محاولات التقليد ببساطة لأن جزءًا من الإبداع هو التفرد وعدم التقليد.

رأينا هذا مع بعض الروائيين الذين حاولوا تقليد أسلوب الأديب الكبير نجيب محفوظ سواء بدافع الرغبة فى النجاح أو بدافع التأثير والإعجاب كما رأينا أمثلة أخرى لفنانين ومطربين ماتت أعمالهم بموتهم.

وفى عصر الاتصالات وشبكاته الممتدة ربما نجد مبدعين امتد أثرهم إلى جمهور عريض أكبر بكثير جدًا من الجمهور المعاصر لهم وذلك ليس بفعل تلك اليكات فى المقام الأول ولكن بسبب أن الإبداع كان حقيقيًا وصادقًا.

المقولة تسرى على كل فعل وقول نقوم به فى حياتنا و لذا يجب علينا أن نعمل ليبقى الأثر لا لكى ننتظر المديح اللحظى.