الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأنماط الجديدة للتعلم والثقافة والإعلام 1/3

الأنماط الجديدة للتعلم والثقافة والإعلام 1/3

مرت البشرية بثلاث مراحل رئيسية فى أساليب التواصل والتعلم يمكن اعتبار أولها هى مرحلة ما قبل اختراع آلة الطباعة حيث اعتمد التعلم والتثقيف ونقل الأخبار على النقل الشفهى والتدوين اليدوى مع وجود وسائل انتقال محدودة وبدائية وهو  ما جعل الحصول على المعلومة وتجميع المعارف أمرا فى غاية الصعوبة والمشقة وهى أمور نراها كثيرا عند مطالعة كتب الاقدمين فبالرغم من المجهود المبذول إلا أن هذا النتاج البشرى كان محدودا بضعف الأدوات السابق الإشارة إليها بدرجة كبيرة وواضحة.



ثم انتقلت البشرية إلى عصر الطباعة والذى اتاح إنتاج عدد كبير من الإصدارات وتوزيعها على نطاق اوسع مع استمرار محدودية وسائل الحصول على المعلومة وكذا أيضا وسائل نقل المطبوعات النهائية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

استمر الوضع كذلك حتى وصلنا إلى العصر الصناعى والذى كان من أحد مظاهره الرئيسية هو تطور وسائل النقل والانتقال وهو ما أسهم فى نشر المعارف على نطاق اوسع واستمر الوضع كذلك حتى دخلنا فى عصر الإذاعة ومن بعده عصر التلفاز وهو ما أسهم فى انتقال المعلومات والمعارف بين قطاع أكبر من سكان الأرض ولكن كانت امكانية المشاركة فى صناعة المحتوى محدودة وقاصرة على الحكومات وبعض كبار المفكرين والمثقفين.

ثم انتقلنا بعد ذلك إلى عصر المعلومات والذى تميز بسرعة نقل المعلومة والحصول عليها وكذا أيضا أسهم فى التواصل البشري بصورة غير مسبوقة كما اتاح أن يكون هذا التواصل فى جميع الاتجاهات وليس فى اتجاه واحد فقط كما كان الوضع فى الفترات السابقة عليه.

كل ذلك يستعدى أن نذكر المقولة المعتادة والتى تشير إلى أن كل عصر بأدواته لم تلغ أدوات العصر السابق له فالطباعة لم تلغ التدوين والراديو والتلفاز لم يلغيا الطباعة بأشكالها المختلفة من مطبوعات وصحف وخلافه ولكن بالطبع اثرت كل مرحلة فى كم الإقبال على أدوات المرحلة السابقة وكذا أيضا على شكل ونمط محتوى تلك الأدوات.

مثال بسيط لتوضيح تلك الفكرة قبل عصر الإذاعة والتلفاز إن كان من الممكن لصحفى الحصول على عدد من الأخبار حيث يقوم بتوزيع نشرها على مدار أيام عدة فى صحيفته إلا أن عصر الإذاعة والأخبار العاجلة جعله لا يستطيع أن يعمل بنفس الكيفية وذلك ببساطة لأن الآليات الجديدة أكثر سرعة ولن تسمح للأخبار بالانتظار وعليه فقد قام هذا الصحفى بتغيير اسلوب تفاعله مع الأخبار واسلوب بنشرها أيضا.

غدا نكمل