التحرش الافتراضى

منذ أيام قليلة طالعتنا المواقع الإلكترونية بخبر عن سيدة إنجليزية تبلغ من العمر ٤٣ عاما تسرد تجربتها فى أول استخدام للنسخة التجريبية من تطبيق Horizon venues وهو أحد التطبيقات الرئيسية المكونة الميتافيرس الذى أعلن عنه مارك زوكربيج صاحب ومؤسسة شركة ميتا - فيسبوك سابقا - وهى تجربة مخزية ومرعبة ومثيرة للقلق أيضا.

ما حدث للسيدة ببساطة أنها بعد أن قامت بالتسجيل للدخول على التطبيق وبعد الانتهاء من تشكيل أفاتار - قرين افتراضى - ليمثلها فى هذا العالم أن تعرضت لتحرش من ثلاثة افاتارات لثلاثة من الرجال الذين قاموا بالاعتداء عليها بالفعل وبالقول وقاموا بتصوير هذا الاعتداء مما أصابها بحالة من الارهاب والقلق والتوتر حيث قامت سريعا بالخروج من التطبيق وهى فى قمة الصدمة والرعب.

تحدثت السيدة عن تجربتها المؤلمة وعن مدى انزعاجها وقلقها وخوفها على بناتها الثلاث وعلى تفاعل الفتيات والسيدات بصورة عامة فى هذا العالم الافتراضى الجديد.

وعلى الرغم من تأكيدات مسئولى الشركة بأن التطبيق لايزال تحت الاختبار ويحتاج إلى فترة أخرى لدراسة أنماط التصرفات والسلوكيات لمستخدميه ومن ثم وضع الضوابط والآليات المناسبة لمكافحة السلوكيات غير المرغوب فيها أو التى تسبب ضررا للآخرين إلا أنهم يشيرون أيضا الى أن السيدة لم تقم بضبط إعدادات الأمان فى التطبيق بصورة سليمة.

التنمر قد يبدو طريفا للبعض ومزعجا للبعض الآخر إلا أنه يفتح المجال بقوة إلى ضرورة الانتباه الى هذا الوافد الجديد على جميع الأصعدة والمجالات المختلفة فعلى سبيل المثال هل قوانين حماية البيانات الشخصية وقوانين العقوبات ومنها مثلا ما يتعلق بالتحرش ستكون كافية أم ستحتاج الى تعديلات سريعة لتواكب هذا التطور.

من الأسئلة المسكوت عنها أيضا كيف سيكون شكل صناعة المواقع الاباحية فى المستقبل وهى التى تشكل نسبة كبيرة من حجم المواقع ومن الاقتصاد الرقمى وهى حقيقة يعرفها الجميع ولكن ربما لا يتخيلون حجم الصناعة ومدى تغلغلها وانتشارها وإدمان الكثيرين لها وتأثيرات ذلك على الصحة والسلوك النفسى ومعدلات الاكتئاب الانتحار والكثير من الانحرافات الأخري.

كل ذلك فى عالم ثنائى الأبعاد فما بالنا عندما ننتقل الى العالم ثلاثى الابعاد... بالتأكيد الأمر فى غاية الخطورة وربما تعرض تلك السيدة للتحرش بعد دخولها الى هذا العالم الافتراضى بأقل من ٦٠ ثانية أن يدق ناقوس خطر بما هو آت بسرعة مفزعة.