الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأنماط الجديدة للتعلم والثقافة والإعلام 2/3

الأنماط الجديدة للتعلم والثقافة والإعلام 2/3

منذ بدء عصر المعلومات والشبكات لم يتطور الأمر كثيرًا ما سمح للأدوات السابقة المستخدمة فى التعلم والثقافة والإعلام أن تستمر بالصورة المعتادة، حتى دخلنا الألفية الثالثة حيث زادت تطبيقات التواصل وزادت تغطية شبكات المعلومات من خلال تقنيات أكثر سرعة واستقرارا مثل كوابل الألياف الضوئية وشبكات المحمول وحتى أيضًا الاتصال من خلال الأقمار الصناعية.



تزامن ذلك مع انخفاض سعر أجهزة الاتصال من هواتف ذكية وحواسب آلية ما سمح لأعداد مهولة من البشر لاستخدامها بصورة سهلة ويسيرة، إضافة إلى اتصال أجهزة وأشياء أخرى بالشبكة فيما يعرف بانترنت الأشياء Internet Of Things (IoT) وهو ما يتوقع  أن يصل عددها إلى 75 مليار جهاز متصل بالشبكة بحلول عام 2025.

وعلى الرغم من هذا التطور الكبير إلا أن الكثير يرى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ربما سيكون مجرد تغيير فى أداة التعلم والثقافة والإعلام بدون أى تغيير فى المحتوى أو الأنماط السائدة.

وحقيقة الأمر أن التغيير قد بدأ بالفعل على مستوى الشكل والمضمون على حد سواء فعلى سبيل المثال نجد رجل الأعمال وعملاق التكنولوجيا الشهير «ايلون ماسك» يتحدث باستخفاف عن أساليب التعليم الحالية ويزيد حيث يقول إن هذا العصر لا توجد به أى حاجة للحصول على شهادة جامعية فالعلوم تتطور وتتغير بصورة كبيرة وهنا يكفى مجموعة من الدورات التدريبية واطلاع منضبط على مصادر المعلومات العلنية ليستطيع المستخدم اقتحام سوق العمل بفاعلية ربما يراها أكثر تأثيرًا من الأساليب القديمة التى تستغرق على الأقل 18 عامًا حتى يكون لدينا خريجا جديدا.

البعض الآخر يرى أن الأساليب التقليدية يجب أن تستمر مع تعديل بسيط فى المناهج وكذا أيضا فى أساليب التعلم فيما بعد التخرج لمواكبة كل جديد فى هذا العصر.

لن أتحدث هنا على المجموعة التى تنادى باستمرار التعلم والتحصيل رهينة الأساليب التقليدية القديمة مع السماح أحيانا للتقنيات الحديثة أن تكون عاملا مساعدا غير أساسى فى عملية التعلم يمكن الاستغناء عنه بسهولة.

وبعيدا عن إشكاليات التعليم الكبرى وفلسفة الأمور حول ما هو الهدف من التعليم وما هى الأداة الأمثل لتحقيق هذا الهدف وهى اشكاليات تثير جدلا لا ينتهى فى دول العالم المختلفة إلا أننا سنترك هذا الأمر حيث لن يتسع المجال للخوض فى تلك النقاشات اللانهائية.

ربما يكون من الأسهل أن نتعرض للثقافة عبر العصور مع تصور لمستقبل الثقافة فى ظل هذا العالم الرقمى الجديد. غدًا نكمل