الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مراجعة المسلمات

مراجعة المسلمات

فى سنوات الطفولة وبدايات سن الشباب تعرفنا على أن بعض الأمور لا يختلف عليها اثنان وهى ما أطلق عليها لفظ «مسلمات» ومعناه ببساطة أن الجميع يسلم بصحتها و كان المثال الشهير لبيان ذلك هو «شروق الشمس من جهة الشرق» أو رؤية ضوء الشمس الذى لايستطيع أحد إنكاره.



تكمن الإشكالية فى إضافة الكثير من المبادئ والتفسيرات ووجهات النظر إلى تلك المسلمات وإقناع الناس بذلك.

أسباب هذا الفعل كثيرة ومتعددة منها قوة حجة المفسرين أو استخدامهم لسطوة سياسية أو دينية لتعميم آرائهم وإلباسها ثوب المسلمات وأيضا حشد أعداد كبيرة للتبشير بها وإقناع العامة بأنها الحقيقة المطلقة والوحيدة.

نستطيع بسهولة أن نجد ذلك فى تفسيرات النصوص الدينية أو فيما يرد إلينا من أخبار من مصادر متعددة تتناول حدثًا ما لم نشهده بأنفسنا ولكننا نعتمد على تلك الأخبار الكثيرة التى تستهدف تغيير ذهنية المتلقى وترسيخ قناعات ما.

من الأمثلة الفجة لتلك الأساليب ما تفعله سينما هوليوود باستمرار لرسم صورة معينة عن المجتمع أو عن مجموعة عرقية أو ديانة معينة وهى أمور أصاب أنا شخصيًا بدهشة شديدة عندما أتحدث إلى من أظن أنهم أصحاب فكر وقدرة على البحث والمقارنة للوصول إلى آراء حقيقية أو قريبة من الحقيقة بدرجة كبيرة.

على الجانب الآخر وكرد فعل لتلك الأساليب نجد مجموعة أخرى تكفر بكل المسلمات وتطرحها للنقاش والمراجعة و أحيانًا الرفض التعمير لمجرد أنها أمور مسلم بها منذ آماد طويلة.

والحقيقة أن خير الأمور الوسط ولا توجد ثمة مشكلة من طرح كل المسلمات للنقاش والمراجعة ولكن المراجعة العاقلة المتزنة بواسطة المتخصصين حتى يتكون لدينا مسلمات حقيقية سليمة وأمور مختلف عليها -والاختلاف رحمة- وأمور تعتبر مسلمات غير مطلقة أى تعتمد على الزمان والمكان والبيئة والظروف ولا أريد أسلوبًا آخر غير هذا لمراجعة تلك المسلمات فى تناول موضوعات مهمة ومصيرية مثل قضية تنقية كتب التراث الإسلامى ووضع الفتاوى والتفسيرات موضع مراجعة ومن ثم إعادة إنتاج ما يتفق عليه جمهور العلماء والاتفاق على عدم الاعتراف بما هو خلاف ذلك على أن توضع دورية محددة لإعادة المراجعة أو كلما ظهرت مستجدات جديدة تدعو إلى ذلك.