الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بعد مائة عام!

بعد مائة عام!

عزيزى المواطن.. عزيزى الإنسان 



تعال نتأمل ونفكر معًا لعلك تراجع حساباتك وترتب أفكارك من جديد والآن دعنى أسألك سؤالًا تخيليًا..

كيف ترى الحياة على الأرض بعد مائة عام، مائة عام فقط أى قرن من قرن الزمان سيأتى مستقبلا! سيمر القرن ولا واحد من أهل الأرض الحاليين سيكون على ظهرها بل فى باطنها، سوف نرحل جميعًا ومعنا أهلنا وأصدقاؤنا وجيراننا ونختلط بتراب الأرض فى ملكوت لا يعلمه إلا خالقه ومسيره وسننام نومًا عميقًا أبديًا إلى أن يأمر الله سبحانه وتعالى بيقظتنا أو إيقاظنا من «النومة» الطويلة العميقة التى نمناها كما نام الموتى الذين ماتوا قبلنا بالآف السنين وهم لا يدرون أنهم نيام ولكن عندما ينفخ فى الصور سوف يدركون أنهم ناموا ساعة أو بعض يوم ويتعجبون من أيقظهم من نومهم هذا ولماذا!

بعد مائة عام سيسكن بيوتنا أناس آخرون قد يكونوا من أصلابنا وقد لا يكونوا وسيتملك أملاكنا أناس آخرون لم يولدوا بعد ولا حتى آبائهم وسوف لا يتذكرنا أولئك الذين سيولدون من أصلابنا بعد مائةعام ولن يذكروا أسماءنا فى بطاقاتهم، هل تعرف عزيزى الإنسان جدك الخامس هل لديك صورة له هل تتذكره هل ترك لك شيئا من آثاره هل تعرف أكان عربيا أم أجنبيا أعجميا وزيرا أم خفيرا، لصا أم شريفا؟

بعد مائةعام ستتبدد كل الثروات التى تحرص على جمعها وتتشتت بين الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد وربما لن يتذكروك ولو بسطر وإن تذكروك فسيكون بشكل عابر رغم أنك أنت سبب ثرائهم وسعادتهم!

أيها الإنسان بعد مائةعام سوف يحكم البلاد حكام غير الحكام ويغنى أناس غير الذين يغنون، وستنشب حروب ويهاجر أناس ويأتى أناس آخرون وتتبدل الحدود وتتغير الوجوه ويبلغ العلم والتطورمداه وينشغل كل فرد بنفسه فقط ونصبح نحن فى القبور تراب من جديد لنلحق بمن ولدونا ومن علمونا ومن ظلمونا ومن أسعدونا ومن أبكونا سوف نتساوى جميعًا تحت الثرى حاملين اسمًا واحدًا «الموتى».

سئل حكيم كيف ترى الحياة، قال رحلة قصيرة، إنها كعبور نهر من ضفة  إلى الضفة المقابلة إذا الحياة ليست بالطول الذى يجعلنا نخسر الآخرين من أجل مال أو عقار أو خلاف على سعر سلعة سوف نسلم الحياة إلى أجيال تأتى بعدنا وبالتالى يسلمونها لأجيال أخرى تالية ولن يذكرنا أحد ولن يحتفظ أحد بصورنا التى نحرص عليها، هل يعرف أحدكم صورة جد جده أو حتى جده. 

سوف نصبح ماضيًا فلما نقلق على مستقبل أملاكنا وثرواتنا وحياتنا كلها مجرد ومضة وستأتى بعدنا وجوه كثيرة مهمومة بحياتها دون أن تذكر أو تعرف كل ما فعلناه لكى نورثهم أموالنا وممتلكاتنا فلنعرف إذا حجمنا الحقيقى فى هذه الحياة وفى هذه الفترة القصيرة التى نعيشها وزمننا الحقيقى فى هذا الكون، ذات يوم ستسكن أجسادنا تحت التراب فى سكون وظلام طويل وعندها سوف نرى كم كانت الحياة تافهة وسنتمنى لو لم نتكالب عليها بهذا الشكل المحموم.