الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النص التنبؤى

النص التنبؤى

أصبحت خاصية النص التنبؤى Predictive Text والموجودة فى كل الهواتف الذكية اليوم من أهم  الأدوات والتى نعتمد عليها فى كتاباتنا اليومية وهى أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تصحيح الكلمة المكتوبة وفى توقع الكلمة التالية أيضا.



ويلاحظ المستخدم لهاتف جديد أن تلك الخاصية تبدأ فقيرة جدا ثم تتطور مع الوقت والاستخدام وإدخال الكثير من الكلمات عليها.

تكمن المشكلة فى الاعتماد عليها بصورة عمياء دون مراجعة لما اقترحه من كلمات و تصريحات. نلمس ذلك كثيرا بصورة شبه يومية وهو ما يحدث لى شخصيا خاصة عند كتابة مقال وإرساله الى الجريدة حيث أجد مكالمة و استفهاما من محررى الديسك يتساءلون عن معنى كلمة أو تعبير وهنا أدرك أننى لم أقم بدورى فى مراجعة كل ما يقترحه على هذا المدقق الأوتوماتيكى ربما لضيق الوقت أو لفرط الثقة فى اقتراحاته.

يحدث كثيرا أن أجد منشورا من أحد الأصدقاء يشير فيه إلى إصابته بمرض ما -غالبا ما يكون أوميكرون هذه الأيام- فبدلا من أن أكتب له قائلا «ألف سلامة» أجد أن ما قمت بإرساله هو عبارة «ألف مبروك» وهى ما تغير المعنى والمقصد تماما بل ربما تؤثر على حالة المريض النفسية وتصيب علاقتى به إصابة بالغة.

منذ عدة أيام أتتنى دعوة لحضور إحدى ندوات معرض القاهرة الدولى للكتاب التى اعتذرت عن حضورها نظرا لوجود التزامات خاصة بالعمل فى نفس الوقت وقمت بتذييل الاعتذار بكلمة شكر وبدلا من أن تأتى الجملة «شكرا جزيلا على هذه الدعوة الكريمة» فوجئت بأننى قد أرسلت جملة أخرى ليس لها أى علاقة بالموضوع ولا معنى لها أيضا حيث قمت بإرسال «شكرا جزيلا على الدعوة السلفية».

الاكثر مأساوية عند الرد على منشورات إشعارات الوفاة فبدلا من أن أرسل لصاحبها الجملة التقليدية «البقاء لله» فوجئت بأننى قد قمت بإرسال «البقاء للأقوى» بدلا منها.

السبب فى ذلك أن أسلوب عمل تطبيقات النص التنبؤى تعتمد على أكثر الكلمات استخداما واحتماليات استخدام التركيبات اللغوية والتى تختلف من مستخدم لآخر بدون النظر إلى المنشور الأصلى الذى يتم الرد عليه و بالطبع بدون تحليل ما به من كلمات للتعرف على نوعه وما هى أنسب الكلمات و التعبيرات للرد عليه.

وعليه وإلى أن يتم عمل ذلك أرجو أن نستمر فى استخدام عقولنا ومراجعة ما تقترحه علينا الآلات والتطبيقات قبل أن نأخذها كمسلم بها.