سكر وسكر وسكر
لا تفشل أبدا أغنية الفنانة الكبيرة شادية والفنان سمير صبرى «سكر حلوة الدنيا سكر» فى بعث حالة من البهجة والسرور فى قلبى وذلك فى أى وقت استمع إليها بخلاف أغنيات أخرى تكون مناسبة للصباح الباكر وأخرى مناسبة لمنتصف النهار أو لآخر الليل.
مناسبة أغنية ما لفترة محددة من اليوم قد يكون نتيجة للكلمات أو اللحن أو صوت المطرب وربما أيضا تكون مرتبطة بالتعود على سماعها فى توقيت محدد مثلما كانت الإذاعة المصرية تنتقى وتذيع وهو أمر اختلف تماما مع وجود مواقع الكترونية للطرب والغناء تمكنك من استدعاء أى أغنية فى اى وقت والاستماع إليها وتكرارها كيفما شئت.
عودة إلى أغنية «سكر حلوة الدنيا سكر» والتى أتت فى فيلم «نص ساعة جواز» الذى تم عرضه عام 1969 وبطولة الفنانة شادية والنجم رشدى أباظة والنجم عادل إمام والنجوم ماجدة الخطيب ويوسف شعبان ونجلاء فتحى وعبدالمنعم إبراهيم وحسن مصطفى وبالطبع النجم سمير صبرى، الطريف أن الأغنية من ألحان العبقرى بليغ حمدى وكلمات الشاعر المبدع محمد حمزة.
نترك هذا الزمن الجميل ونتحرك 13 عاما لنصل إلى عام 1982 حيث نجد نجم الأغنية الشعبية المطرب أحمد عدوية يصدر شريطا غنائيا بعنوان «طأطأة» يقدم فيه أغنية تتناول السكر وأشياء أخرى وهى أغنية «ستو» التى تبدأ بمقطع يقول فيه «ستو وبسبستله بسبوسة بالسمن والسكر والعسل... عسل وكسل يا حوسة... عاطل ونايم فى العسل» وعلى الرغم من أن الكلمات كانت غريبة ومرفوضة نوعا ما فى وقتها إلا أنها كانت تناقش موضوع الكسل لدى البعض حيث يميل إلى التدليل وترك المهام الأساسية ومنها العمل وهو القيمة الأساسية للإنسان فى الحياة وبه تستمر وتسمو الأمم.
ثم نتحرك 37 عاما وبالتحديد فى ديسمبر 2019 عندما خرج علينا مطربو المهرجانات بأغنية تحت مسمى «بنت الجيران» تقول كلماتها «سكر محلي محطوط عليه كريمة كعبك محنى والعود عليه القيمة» والتى أثارت ضجة وأحدثت شهرة لأصحابها تفوق الوصف.
يكفى أن نقارن عدد مشاهدات أغنية «سكر حلوة الدنيا سكر» على موقع اليوتويب والتى حققت 349 ألف مشاهدة فى 8 سنوات فيما حققت أغنية «ستو» نحو 58 ألف فى خمس سنوات أما الأغنية الأخيرة فقد حققت نحو 577 مليون مشاهدة فى سنتين، وهى أرقام كاشفة وموضحة للكثير من الأمور لمن يرغب فى تحليلها بصورة موضوعية.
أعتقد إن استمرت الأمور فى نفس الاتجاه فإن الأغنية القادمة قد تكون عن «السكر والأنسولين»... شفى الله الجميع.
