زيف الروبوتات

بعض التقارير تتحدث إلى أنه بحلول عام 2035 ستقوم الروبوتات بكل الوظائف البسيطة والمعقدة التى يقوم بها الإنسان، هذا التقرير ربما يستطلع مستقبلًا قريبًا حيث قام البناء على النسب الحالية والتى تشير إلى أن الروبوتات تقوم بنحو 30% من المهام والوظائف التى يقوم بها الإنسان مع توقع بوصول النسبة إلى النصف-50%-بحلول عام 2025 وهذا معناه أن المسار متحقق بالفعل ولو جزئيا وعليه فإن توقعات عام 2035 لا يجب أن نعتبرها ضربًا من الخيال.

أن تستطيع الروبوتات القيام بالأعمال المنزلية ومنها الطهى وأن تستطيع تشخيص الأمراض وإجراء العمليات الجراحية المعقدة وأن تتمكن من قيادة السيارات-حاليا السيارات ذاتية القيادة موجودة بالفعل- وأن تقوم بالتدريس وإلقاء نشرات الأخبار وتأليف الروايات والتلحين وإنتاج مقطوعات موسيقية لهى أمور قد بدأت بالفعل.

أعرف ويعرف المتخصصون أن جودة كل ما سبق ليست كافية ولكن أعرف ويعرف المتخصصون أيضا أن العديد من الشركات والمراكز البحثية تقوم على تطوير تلك المهارات وذلك بمعدلات غير مسبوقة.

تلك المعدلات دفعت البعض إلى الخوف والقلق من أن نصل إلى نقطة فى المستقبل تكون فيها الآلة أكثر ذكاءً ومهارة من الإنسان وربما يدفعها ذلك إلى السيطرة عليه وهو ما جعل بعض الشعارات  ترتفع وتنادى بضرورة وقف تلك الأبحاث أو الاتفاق على ميثاق شرف علمى للاكتفاء بنسبة معينة من الذكاء لا تتخطى ذكاء الإنسان مع ما فى ذلك من جدل حل نسبة الذكاء المقبولة فى ظل أن معدلات ذكاء البشر تتفاوت.

هذا على مستوى الأداء والفعل أما على مستوى الشكل فإن الروبوت العصرى ليس مثل الصورة الذهنية القديمة عن الإنسان الآلى الذى هو عبارة عن مجموعة من الصفائح المعدنية بها عدد من الإشارات الضوئية الملونة وتصدر أصواتًا آلية لا تمت للصوت البشرى الطبيعى بأى صلة، فالروبوتات تتطور على مستوى الشكل ونبرة الصوت وحركة العين والملمس ولون الجلد وتعبيرات الوجه بصورة كبيرة وما تزال تتطور وصولًا إلى أن يكون التمييز بين الروبوت وبين الإنسان فى غاية الصعوبة.

أتذكر فى سبعينيات القرن الماضى سلسلة تليفزيونية بطولة النجم ستيف أوستن Steve Austin  بعنوان «رجل بستة ملايين دولار»  The Six Million     Dollar Manالذى كان يقوم بأعمال خارقة وفى إحدى الحلقات استطاع أحد مراكز الأبحاث عمل روبوت يشبه بطل الحلقات تمامًا والذى استطاع خداع الكثيرين ولم يتم اكتشافه إلا عندما قام أحدهم بإلقاء قلمٍ معدنى على الأرض منتظرًا أن تطأه قدم البطل وبالفعل عندما تهشم القلم تمامًا تأكد أن الشخص الذى أمامه هو الروبوت وليس الشخص الحقيقى.