الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا نرتدى ساعات اليد

لماذا نرتدى ساعات اليد

يظهر رجل التكنولوجيا الأول «ايلون ماسك» فى العديد من المناسبات بدون أن يرتدى ساعة فى يده وهو ما دفع البعض لسؤاله سؤالًا مباشرًا عن سبب ذلك وكانت إجابته على نحو يوضح أنه لا حاجة لارتدائها, فنحن نمتلك تليفونات ذكية نحملق فى شاشاتها أغلب الوقت ونستطيع بسهولة التعرف على التوقيت.



بالرغم من ذلك فإن رجل الأعمال يظهر من وقت لآخر وهو مرتد لساعة يد باهظة الثمن من إحدى الماركات العالمية الشهيرة, وهو ما يجعل السؤال عنوان المقال يقفز إلى السطح مرة أخرى.

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بأسلوب بديهى وبسيط فى عصر المعلومات مثلما كانت الإجابة قبل ثلاثين أو أربعين عامًا من الآن، أى أن التعرف على الوقت ليس هو سبب ارتداء الساعات.

النظر إلى حجم الأرباح على مستوى العالم لهذه الصناعة خلال الفترة من 2013 إلى 2019 يوضح أنها تتراوح بين 70 مليون دولار و73 مليون دولار أى أن المتوسط العام خلال الفترة فى حدود 72 مليون دولار سنويًا.

ثم نجد أن هذا الرقم قد انخفض إلى 56 مليون دولار فى عام 2020 قبل أن يعاود الارتفاع إلى 66 مليون دولار عام 2021 مع توقع أن يصل إلى 89 مليون دولار عام 2026.

تحليل الأرقام السابقة يوضح أيضًا أن نسبة الساعات الفاخرة غالية الثمن من إجمالى الأرباح السنوية قد ارتفعت من 19% عام 2012 إلى نحو 23% فى عام 2021 بالرغم من  أن بعضًا من تلك الساعات الفاخرة ليست الأكثر دقة مقارنة بالساعات رخيصة الثمن خاصة الساعات الرقمية ببساطة لأن الساعات غالية الثمن أغلبها صناعة يدوية Handmade مما يعرضها للتأخير ثوان قليلة كل شهر أو أكثر.

فى تقديرى فإن الأرقام السابقة تشير إلى أن ارتداء ساعات اليد ليس لمعرفة الوقت فى المقام الأول مثلما كانت فى الماضى بل إن السبب الجديد لذلك هو ارتداؤها كنوع من الزينة والتباهى، والدليل على هذا هو الانخفاض الحاد فى المبيعات فى عام2020 وهو عام ذروة انتشار وباء كورونا وما نجم عنه من تراجع معدلات السفر والمناسبات الاجتماعية وحتى الذهاب إلى مقار العمل التقليدية.

كثيرًا ما نلاحظ ارتداء أحدهم لساعة يد براقة المظهر ولكن عقاربها لا تتحرك لسبب أو لآخر ومع ذلك يستمر صاحبها فى ارتدائها, وهو ما يعزز الفكرة السابق الإشارة إليها وهو مؤشر يدل على استمرار البشر فى شراء سلع متعددة بدون حاجة حقيقية لها أو لأسباب أخرى بعيدة تمامًا عن الغرض الرئيسى الذى صنعت من أجله وهو ما يطمئن الشركات الكبرى إلى أنها مستمرة فى السيطرة على عملائها الذين ينقادون كالقطيع بلا أدنى تفكير.