الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسراء والمعراج وقضايا أخرى

الإسراء والمعراج وقضايا أخرى

1- يشكك البعض فى واقعة الإسراء وينفون أنه كان إلى بيت المقدس ولا يستطيعون الوصول إلى مرحلة نفى حادثة الإسراء ذاتها لوجود سورة بهذا الاسم تتحدث عن الواقعة ونقطتى البداية والنهاية وهى الآية الأولى من سورة الإسراء «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». ولكنهم يشككون فى المعراج وحجتهم أنهم لم يذكر صراحة فى كتاب الله...غافلين أو متغافلين الآية الثالثة عشرة من سورة النجم «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى • عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى».



2- أما عن أسباب هذا التشكيك فهى كثيرة ومتعددة منها مغازلة الآخر وتقديم أفكار تساعده فى ترسيخ ادعاءاته، ومنها أيضًا التشكيك فى كتب السنة وتفسيرات القرآن الكريم وصولا إلى التشكيك فى بعض الآيات

3- للأسف ليسوا هم وحدهم من يفعل ذلك فبعض من الطرف المدافع عن الدين وثوابته يقوم بمساعدتهم على ذلك بالتغريب فى التفسيرات والخلط بين الشريعة والفقه وأمور أخرى.

4- أرى حاليًا أن الحرب انتقلت من الفتنة بين أصحاب الأديان المختلفة فى مصر إلى فتنة بين أصحاب الدين الواحد ثم تطورت إلى الفتنة بين الرجال والنساء وستنطلق بعد ذلك إلى فتنة بين الأبناء والآباء والأمهات.

5- بالتاكيد كل ما يجرى ليس لتطبيق شرع الله أو لتحقيق العدل ولكن هكذا هى مداخل الشيطان ولنتذكر كيف بدأ أول تعامل له مع الإنسان عندما وسوس الى أبينا آدم مرتديًا ثوب النصح والإرشاد لكى يدفعه إلى مخالفة أمر الله كما جاء بالآية 120 من سورة طه «وَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ» ثم استمر فى التاكيد على صدقه كما جاء فى الآية 12 من سورة الأعراف «وَقَاسَمَهُمَا إِنِّى لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ» فماذا كانت النتيجة؟

6-    النتيجة كانت الخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض بما يحمله هذا من شقاء وبلاء مستمران إلى يوم يبعثون، جاء ذلك فى الآية 22 من سورة الأعراف «فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ». 7

7- وبعيدا عن كل ما سبق يبقى السؤال عن كيف نضع أولوياتنا كعباد لله ولماذا ننشط فى القضايا الخلافية التافهة ولا نتفق على الأولويات المهمة ونعمل فى إطارها.

8-  لماذا لا نقل «لا إله إلا الله» ثم نستقيم؟

9- المشاركة فى تلك التفاهات سيحسب علينا حتى وإن اعتقدنا أننا ندافع عن الدين وثوابته، لايموت الباطل إلا بالسكوت عنه.

10- كيف لنا ألا نستحضر قول الله عز وجل « إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ» وننظر من خلالها فى كل ما يعرض علينا ونفكر قليلًا هل هذا أمر مفيد أم عبثى مستهلك للطاقة مشتتًا للجهود عن الالتزام والتمسك بالعمل من خلال خطة الأولويات.   اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.