الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سينما زمان

سينما زمان

أبناء جيلى والأجيال السابقة كانت تعتبر الذهاب إلى دور السينما بهجة حقيقية حيث يمكنك مشاهدة 



واختيار مقعد الجلوس بين الصالة والترسو أو فى الدور العلوى من قاعة العرض بشقيه اللوج والبلكون.

أن تشاهد فيلما كرتونيا وإعلانات للأفلام القادمة وتشاهد أيضا جريدة مصر السينمائية الناطقة أى تتعرف على أهم الأخبار المحلية والعالمية من خلال فيلمٍ قصيرٍ وتعليقا على الأحداث.

تبدأ البهجة قبل هذا بقليل عندما تقترب من دار السينما متصفحا أفيشات الفيلم قبل أن تقرر التوجه إلى شباك التذاكر لتدفع ثمن التذكرة وتحصل عليها ثم تتوجه إلى داخل القاعة فيستقبلك عامل يحمل كشافات لينير لك الطريق وصولا إلى مقعدك.

قبل بدء العرض يمر عمال آخرون يرتدون زيا مميزا يتكون من بنطال أسود اللون وجاكيت أبيض تحته قميص من نفس اللون وبابيون أحمر أو أسود يحمل طاولة خشبية تحتوى على أنواع متعددة من الحبوب والسجائر ثم يمر آخر بطاولة مماثلة تحتوى على مأكولات خفيفة وكيلة غازية زجاجية. 

ينتهى هذا الصخب قبل بدء العرض بثوان.

تشاهد نجمك المفضل وتندمج تماما مع أحداث الفيلم وتنزعج كثيرا من الذين يغادرون أماكنهم قرب مشهد النهاية تفاديا للزحام فيما تستمر تستمع إلى موسيقى أو أغنية النهاية وقد ارتبطت وجدانيا بما شاهدته قبل أن ينتهى العرض وتضاء القاعة ويتوقف شعاع العرض الساحر فتعود الشاشة بيضاء كما كانت. 

بعد ذلك العصر البديع بأعوام قليلة ظهر التليفاز فقل التردد على دور السينما نوعا ما ثم توالت عصور الفيديو كاسيت والأقراص الضوئية وعصر الإنترنت وصولا إلى عصر المنصات الرقمية المتكاملة.

خلال تلك الفترة أصبح التردد على دور السينما نادرا وتحول أحيانا إلى جزء من نزهة يوم الخميس التى تختتم بالأكل ثم احتساء بعض المشروبات على أحد المقاهى.

حاولت دور السينما أن تستمر كعنصر جذب إلا أن طوفان التقنيات الحديثة طغى على كل تلك المحاولات وأغرقه فى أعماقه السحيقة.

منذ عدة أيام أسعدنى الحظ بحضور ندوة للمخرج الكبير الأستاذ أحمد فؤاد درويش بصندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة حيث يقوم بتحليل بعض الأفلام الشهيرة من خلال التركيز على مخرج بعينه أو عائلة فنية معينة وهنا وأثناء عرض بعض من مقاطع تلك الأفلام تذكرت زمن السينما الجميل وتمنيت لو عاد ولو ليوم واحد.