الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأزمة الأوكرانية.. هل تحسم الحرب السيبرانية الصراع؟

الأزمة الأوكرانية.. هل تحسم الحرب السيبرانية الصراع؟

يتابع الجميع من المتخصصين وغير المتخصصين ما يجرى فى أوكرانيا منذ فترة ليست بالبعيدة بالرغم من أن الصراع يمتد لمئات السنين خاصة بين روسيا وبولندا وصولا إلى التأسيس والسيادة عام 1991 مع تواجد تدخلات أوروبية وأمريكية من خلال دعم جماعات داخل الدولة وصولا إلى عام 2013 عندما تم الإعلان عن الاستعداد لعقد اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبى تشمل من بين بنودها طلب الحصول على قرض قيمته 20 مليار يورو وذلك بعد عروض روسية قدمت لأوكرانيا شملت رفع الحواجز الجمركية وتخفيض سعر الغاز وتقديم قرض قيمته 15 مليار دولار حيث أعقب ذلك ثورة أطاحت بالرئيس ثم قيام روسيا بغزو لمنطقة القرم الأوكرانية و ما تلاه من صراع شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا.



تأجج الصراع مرة أخرى نهاية العام الماضى بعد زيادة التدخلات الأمريكية ونية أوكرانيا للانضمام إلى حلق شمال الأطلسى «الناتو» وهو ما دفع روسيا إلى حشد القوات على الحدود فى نوفمبر الماضى و التلويح بالحرب.

تلا ذلك عقد قمة افتراضية بين الرئيس الأمريكى ونظيره الروسى ثم عقد محادثات بين الدولتين فى جنيف وصفت بالمتوترة ثم دخل على الخط عدد من دول الاتحاد الأوروبى وكذا أيضًا تركيا لتدعيم الموقف الأوكرانى بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا بتخصيص 200 مليون دولار كمساعدات إضافية وعلى الجانب الآخر دعمت الصين الجانب الروسى وأيدته فيما أطلق عليه «المخاوف الأمنية».

وصل الأمر حاليًا مع حشد القوات ونداء الولايات المتحدة الأمريكية لمواطنيها بسرعة مغادرة الأراضى الأوكرانية إلى ما يشبه الطريق المسدود وبقى العالم كله مترقبًا لبدء الحرب.

فى هذه الأثناء تعرضت وزارة الدفاع الأوكرانية وعدد من البنوك الكبيرة فيها إلى هجوم سيبرانى كبير من نوع «تعطيل الخدمة» DDOS ( Denial Of Service Attack) والذى أدى إلى تعطيل كل الخدمات الرقمية التى تقدم من خلال تلك الجهات.

بالطبع أشار أصبع الاتهام إلى روسيا وكما هو معتاد نفت موسكو أى علاقة لها بما تم من هجمات. قد تحمل الأيام المقبلة المزيد من الهجمات السيبرانية على البنية التحتية الحرجة لخدمات الدولة فى أوكرانيا مما يعرضها للشل التام وقد يساعد ذلك على تراجع الموقف الأوكرانى –ولو مرحليًا- مما قد يخفض من توقعات المواجهة المسلحة وهو احتمال يراه البعض هو السيناريو الأقرب للحدوث وفى هذه الحالة فإن العالم كله سيعيد النظر فى الحروب السيبرانية وقد يعتمدها كخطوة أخيرة قبل المواجهة بالأسلحة التقليدية.