الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معضلة كتابة التاريخ وعصر المعلومات 1-2

معضلة كتابة التاريخ وعصر المعلومات 1-2

«التاريخ يكتبه المنتصرون» تلك العبارة الشهيرة-والصحيحة أيضا- والتى ينسبها البعض إلى السير ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة لمرتين إحداهما كانت إبان الحرب العالمية الثانية وحتى نهايتها، وبغض النظر عن أن كان تشرشل هو قائلها الأصلى أو كما يؤكد البعض أنه مجرد ناقل لها وأن صاحبها الأصلى مجهولًا إلا أنها مقولة صحيحة إلى حد كبير.



من يراجع التاريخ يجده كذلك بالفعل مجرد كتابات لأحداث مهمة قد تكون تمت صياغتها بأوامر من المنتصرين بعد انتهاء الحدث المهم، إلا أن التاريخ يشمل أيضا أخبارًا وحكايات علية القوم والأغنياء فى كل مجتمع هؤلاء الذين يطلق عليهم لفظ «الطبقة المخملية».

للقاعدة السابقة بعض الاستثناءات البسيطة نجد منها فى الحقبة الفرعونية على سبيل المثال رسائل الفلاح الفصيح، وهى قصة مصرية قديمة عن فلاح يدعى «خن-أنوب» عاش فى عهد الأسرة التاسعة أو العاشرة حول إهناسيا، والذى تعرض لاعتداء من قبل نبيل يدعى رينسى بن ميرو وهو الذى جاءته تلك الرسائل، ومن فرط بلاغتها عرضها على الفرعون الذى أمر الفلاح بكتابة شكواه ومن هنا جاءها الخلود.

بعض المحاولات الأخرى البسيطة لكتابة تاريخ مختلف أتت من خلال التراث الشعبى بما يحويه من أحداث وحكايات، وإن كان أغلبها كانت على نفس نسق كتابة المنتصرين للتاريخ.

أسباب ذلك كثيرة وقد تكون منطقية بعض الشىء فمنها ما هو مرتبط بتكلفة الكتابة والتدوين وفرص النشر انتقالًا من النقل الشفهى إلى نشر المخطوطات، ثم إلى عصر الطباعة فعصر الصحافة والإذاعة والتلفاز، وكذا أيضا فرص إبداء الرأى، والتى كانت ما تزال محدودة وفى نطاق جيد.

محاولات بسيطة لإعادة كتابة التاريخ من خلال البحث عن بعض الآراء المسجلة خارج الطبقة المخملية أو استخدام أساليب المنطق، والنقد لما تم تدوينه، وهى كانت ولا تزال تعتمد على مهارات الباحث وما يتوافر لديه من مصادر.

استمر الأمر كذلك حتى وصلنا إلى عصر المعلومات وتحديدا عصر شبكات التواصل الاجتماعى والذى أتاح للجميع أن يتحدث وأن يصف ويعبر عن ما يمر به من أحداث خارج الأطر التقليدية السابق الإشارة إليها.

غدا نكمل