الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العنف الأسرى!

العنف الأسرى!

شهدت الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة من العنف داخل الأسرة الواحدة وهو ما يصطلح على تسميته بالعنف الأسرى ووصل العنف فى بعض الحالات من مجرد الضرب واللوم والتوبيخ الى القتل فى بعض الحوادث الأسرية وأحيانا التعذيب والحرمان من الطعام والعنف كما يعرفه العلماء إجمالًا هو أمر ضد الرفق أو هو استخدام القوة أو التهديد لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص وإتلاف الممتلكات واستعمال القوة بشكل غير مشروع!



وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدة من كل 3 نساء (30%) فى أنحاء العالم، تتعرض فى حياتها للعنف البدنى و/أو العنف الجنسى داخل الأسرة. كما أن 38% من هذه النسبة تنتهى بجريمة قتل النساء. لكن المفارقة أن 6% فقط من العنف الذى تتلقاه النساء فى العموم يكون مصدره “شخص غريب”.

وتقول المنظمة :»إن العنف الأسرى ضد المرأة يمثّل مشكلة صحية كبيرة مستديمة». هذا فصلاً عن كونها تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان التى تتمتع بها المرأة. المنظمة تشير إلى آثار أبعد من الآثار المباشرة التى يتركها العنف ضد النساء. باعتبار أن ذلك يؤثر سلبيًا على صحة المرأة البدنية والنفسية والجنسية وصحتها الإنجابية. كما يتسبب هذا العنف أيضًا فى زيادة خطورة الإصابة بأمراض خطيرة.

وتقول منظمة الصحة العالمية :»إن عمليات الإغلاق جراء جائحة كورونا، والآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة عليها، أدت إلى ارتفاع معدلات تعرض النساء للإيذاء».

والحقيقة أن من أغرب حالات العنف الأسرى التى شهدتها مصر مؤخرًا حالة عنف أسرى لرجل وعروسه مارس العنف ضدها حتى قبل أن تكتمل أسرته بعد عندما أقدم العريس قبيل ساعات من الزفاف الرسمى ليلة عرسه على ضرب عروسه بقسوة وشدة أمام الناس فى الشارع العام بمجرد خروجها للتو من محل التجميل الذى كانت تتجمل فيه لعريسها وأيا كان السبب انهال عليها ضربًا بمجرد خروجها منه وسط صراخ من العروس وأهلها وبعض المدعوين بينما وقف المواطنون ينظرون لما يحدث بسلبية شديدة ولسان حالهم يقول إنه زوجها ومن حقه أن يفعل بها ما يشاء! فى الحقيقة هذا ليس عنفًا أسريًا بالمعنى المفهوم بقدر ماهو خلل مجتمعى وتصدع رهيب فى تركيبة المجتمع السيكولوجية، والأمر هنا ليس مجرد حادث عرضى لانهيار ركن من أركان المودة والهدوء فى التعامل مع الزوجة حتى لو كانت قد أخطأت والكارثة تصبح أكبر عندما نعرف أن العريس المعتدى على عروسه هو ابن عمها فى نفس الوقت!!

العنف الأسرى المتزايد يحتاج مصلحين وخبراء اجتماعيين لدراسة لماذا أصبح المجتمع بكل هذه الحدة وكل هذا العنف، ولماذا أصبح الجيل الجديد بكل هذه القسوة والعنف مع المرأة وتناسى أن المرأة هى أمه وأخته وجدته وعمته وخالته وهى سكنه وأمانه.